اعتاد صناع الدراما التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة تقديم جرعة كبيرة من مشاهد الرقص والألفاظ الخارجة، والملابس العارية عبر المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان، حتى وصل الأمر ببعض المسلسلات في هذا الشهر الكريم لتحطيم الأرقام القياسية في «الخروج عن المألوف»، وفي مقدمتها مسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، و«مزاج الخير» لمصطفى شعبان والذي يمثل عودة لظاهرة دراما المخدرات وتجارتها المحرمة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة لاسيما في مصر، حيث شاع التعاطي في الشوارع وعلى المقاهي في مرحلة ما بعد 25 يناير، لكن المدهش أن المسلسل لا يتعرض لهذه الفترة التي تمتاز بالفوضى والانفلات الأمني. المسلسل الذي يمثل التعاون الثاني للفنان مصطفى شعبان والسيناريست أحمد عبد الفتاح بعد مسلسل «الزوجة الرابعة» يلعب فيه الممثل دور شاب فقير يسعى إلى تحقيق طموحاته لإرضاء الفتاة التي يحبها، والمسلسل متهم بتكرار أجواء مسلسل «الباطنية» بل وبسرقة جزء كبير من أحداثه. فالمشاهد للمسلسل يجد نفسه وسط خليط درامي بين أجواء تجارة المخدرات وكل الموبقات مع خلط أجواء المسلسل بأعمال سينمائية من نوعية فيلم (العار) و (أرض الخوف)، والعمل إجمالا لا يتناسب مع شهر رمضان، حيث يحفل بالرقص وإثارة الغرائز وتكريس المحرمات، مما دفع رئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية الدكتور أحمد مهران، إعلانه القيام برفع دعوى قضائية تهدف إلى وقف العمل بسبب مشاهد الرقص والشرب والخمور التي لا تجوز أن تعرض في رمضان، ولكن الدعوى لم تصل لشيء كالمعتاد، أما الأكثر طرافة فهو موقف جهاز الرقابة الذي خشي من اتخاذ موقف حتى لا يتهم بالأخونة فكانت النتيجة ترك الساحة الدرامية لعرض كل الموبقات وصارت الألفاظ الخارجة والمشاهد الجريئة هي السمة الظاهرة مما دفع إحدى القنوات الفضائية لتقديم اعتذار لمشاهديها في بداية عرض حلقات المسلسلات كل ليلة.