يقال: رمى السهم عن القوس وعلى القوس أيضا، ولا تقل: رميت بالقوس. ومعنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه. يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، وكان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما. فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوأ حال، وفعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبتِ احملني معك أرفدك. فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبتِ ناولني القوس. فغضب حكيم وهم أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام.