حلاوة تحقيق الهدف لا يفوقها إلا العمل من أجله ، إن الإنسان السعيد إنسان له أهداف يسعى لتحقيقها يعلم أن الله خلق البشر و أمرهم باعمار الأرض و بدل الجهد في العمل و البدل و الارتقاء، إن إنسان بلا هدف كسفينة بدون شراع أخر رحلتها الصخور ؛ فهو يتخبط بين كل الطرق يستغله الكل لتحقيق أهدافهم فهو لا يعدو أن يكون جزءا من أهداف الآخرين. لقد قرأت الكثير من قصص الناجحين و المؤثرين ،عبر التاريخ فلم أجد منهم من كان يعمل بدون هدف في الحياة بل كانت حياتهم تدور حول هدف عظيم نصبوا أنفسهم لتحقيقه ، فكان لهم ما سعوا له ، وكانوا نبراسا لمن جاء بعدهم. ارسم هدفك بعناية، ارسمه بالألوان في مخيلتك ثم اكتبه في ورقة لتخطط له فتقسمه إلا أهداف قصيرة المدى و إلا مهمات يومية وأسبوعية، اخطوا كل يوم خطوة نحو هدفك و تذكر أن السعادة ليست في تحقيق الهدف بل السعادة الأكبر في السعي إليه، وليكن هدفك محددا بدقة و له وقت لتنفيذه وقابل للتحقيق ويمكن تقييمه، ثم ادرس خطة لتحقيقه وضع في اعتبارك الصعوبات الممكنة و الحلول المناسبة و اعتمد على الله أولا واتخذ كل الأسباب الممكنة. إن تدويتي هذه ليست دراسة أو مقالا حول التخطيط فلي مقالة في الموقع بعنوان " خطط لأنها حياة واحدة " تناولت فيها كيفية وضع الأهداف و التخطيط لها بشكل مفصل ، ولكنه تذكير وتحفيز على أهم خطوة علينا اتخاذها في حياتنا فنحن أولا و قبل كل شيء كائنات مفكرة؛ لذلك وجب علينا طرح السؤال الأهم في حياتنا لماذا نحيا؟ و ماذا نريد أن نحقق؟ ثم ماذا نريد أن نسمع بعد موتنا؟ في النهاية أدعكم مع هذه القصة التي تلخص أهمية القصد و الهدف في حياتنا: يحكى عن أب معروف بين ابنائه بالعدل وحسن التخطيط، أحس بقرب موته فجمع أبناه الثلاثة وأعطى كل واحد منهم سهما و قوسا ووضع هدفا بعيدا ، ثم قال " بعد سنة من اليوم سأقيم لكم مسابقة في رمي السهم ". بدأ الابن الأكبر بالتدرب يوميا لست ساعات متواصلة على رمي السهم ، أما الابن الأوسط فقد كان يتدرب يوميا لمدة ساعة بعد الانتهاء من عمله ، أما الصغير فلم يتدرب يوما لأنه كان يحب ركوب الخيل و يكره الرماية. جاء اليوم الموعود فدعا الأب أبناءه للمسابقة، أخد الابن الأكبر القوس و توجه لمكان الرمي و هو يستعد للرمي السهم وقف أبوه خلفه و سأله ماذا ترى؟ فقال : " أرى السماء الزرقاء و الشجرة الخضراء و الهدف البراق " فقال له ارمي فرمى ولم يصب الهدف، ثم جاء الابن الأوسط وهو يستعد للرمي اقترب منه الأب و سأله نفس السؤال ماذا ترى؟ فقال له : " أرى الشجرة و خلفها الهدف " فقال له ارمي فرمى ولم يصب الهدف، ثم جاء دور الابن الصغير فتوجه للقوس و هو يستعد أعاد عليه الأب نفس السؤال ماذا ترى ؟ فقال : " أرى الهدف بوضوح " فقال له ارمي ؛ فلما رمى أصاب الهدف وحقق الغاية. إن هذه القصة على بساطتها تظهر أن الهدف الواضح هو سبيل النجاح و طريق الفلاح.