أوضح مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي أن الشرطة تواصل تنفيذ الخطط الأمنية في المنطقة المركزية والمناطق الحيوية التي يكثر فيها المعتمرون. وأضاف أن الخطط تركز على تزويد المنطقة بعدد من المواقع الأمنية المؤقتة والفرق الميدانية السرية التي يرابط فيها عدد من رجال الأمن لمباشرة الحالات الأمنية كما تم نشر العديد من الدوريات الأمنية الإضافية للقيام بجولات على مدار الساعة داخل العاصمة المقدسة والتركيز التام على حجوزات السيارات لتأمين الأمن والحماية لسيارات المعتمرين. ويضيف اللواء القرشي أن دور رجل الأمن في الوقت الحالي ليس الثابت في الأذهان بأنه مقتصر على الجوانب الأمنية بل يتعدى ذلك ليشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي تواجهه في الميدان أثناء أدائه المهام الأمنية الموكلة إليه، ويتولى رجل الأمن تقديم خدمات متعددة للمواطن والمقيم والزائر والمعتمر على حد سواء من خلال مد يد العون والمساعدة في كل ما يحتاجه طالب الخدمة كأن يتولى توصيل الزوار والمعتمرين التائهين إلى إسكانهم أو إبلاغ الجهات ذات العلاقة عنهم، أو أن يقدم الخدمات الإسعافية للحالات المرضية. من جهته أوضح اللواء يحيى مساعد الزهراني قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف أن هذه القيم الإنسانية متأصلة في الأساس في المواطن السعودي الذي وهبه الله محبة خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام والسهر على راحتهم، كما يتم إخضاع رجال الأمن لدورات تدريبية تشمل فن التعامل ومهارات التواصل والإسعافات الأولية، وشملت هذه الدورات جميع أفراد وضباط شرطة أمن الحرم المكي الشريف المكلفين بالأعمال الميدانية. يشار إلى أن رجال الأمن العاملين في بيت الله الحرام يجسدون أنموذجا مشرفا بعد أن تمكنوا من الحفاظ على نسق التعامل الأمني إنفاذا للخطط والبرامج المعدة لشهر رمضان المبارك، وحرصهم على التعامل الإنساني مع زوار وقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي وعكس صورة مشرقة، حيث يتسابق رجال الأمن العاملون في مجالات حفظ الأمن في مختلف القطاعات الأمنية المشاركة إلى الانخراط في مساعدة من يحتاج المساعدة. وكثيرا ما يشاهد الزوار والمعتمرون رجل أمن يدفع عربة مسن أو يمسك بيد آخر حتى يجتاز الطريق وصولا إلى وجهته، أو المسارعة في مشاركته في حمل حقائب أثقلت كاهله أو إرشاد تائه أو تهدئة روع طفل ضائع، حيث يقفون بعزيمة واحدة مكتسبة خبراتها ومهاراتها من سنوات لتفرز نتاجها تخطيطا أمنيا دقيقا موفقا ينفذه رجال الأمن البواسل، وذلك بهدف إخراج موسم رمضان والذي يعد من أصعب وأحلك التجمعات والحشود البشرية في العالم بعد موسم الحج ليعكسوا أجمل وأرق صورة لرجل الأمن وشعوره بالمسؤولية تجاه راحة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام. ويسعى رجال الأمن لتحقيق توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله إلى إخراج موسم رمضان بكل راحة واطمئنان لضيوف الرحمن من زوار ومعتمرين وذلك وفق خطط معدة ومدروسة من القيادات الأمنية التي تمرست في إدارة الحشود البشرية وفق معايير وأسس علمية دقيقة، ورجل الأمن أصبح مصدر إلهام عبر تقديم النموذج الأمثل للعاملين في الميدان وأسهم في تغيير النظرة المجتمعية التي كانت في السابق ترى أن رجل الأمن هو المسؤول عن ملاحقة المطلوبين وحفظ الأمن فقط. ورصدت عدسة «عكاظ» لقطات من قلب الحدث لبعض رجال الأمن وهم يساعدون ويرشدون حجاج بيت الله الحرام وينفذون الخطط المدروسة لمنع التدافع والزحام في أجواء تعمها المحبة والإخاء لزائري ومعتمري بيت الله الحرام.