تشهد الأزمة المصرية تطورات سياسية متنامية على الصعيد الدولي سواء على مستوى التصريحات وإبراز المواقف أو الزيارات للقاهرة للمشاركة في البحث عن مخرج آمن يكفل للحكومة المصرية المؤقتة في المسارعة باستمرار تنفيذ خطة خارطة الطريق وفق الجدول الزمني المحدد. وتأتي هذه التحركات الدولية وسط غياب شبه تام من الدول العربية. فقد قامت هذا الأسبوع كاثرين آشتون النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية والممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بزيارة لمصر، وقابلت الرئيس المصري المؤقت وأجرت محادثات مع الحكومة المصرية المؤقتة، كما قابلت الرئيس المعزول محمد مرسي وأفرادا من قيادة الإخوان. وفي أمريكا أيضا طلب الرئيس باراك أوباما من عضوي الكونجرس جون ماكين وليندسي غراهام الجمهوريين وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بزيارة مصر الأسبوع القادم لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين والمعارضة بهدف المصالحة ونبذ العنف وحث الجيش على المضي قدما في انتخابات جديدة. كما أن وفدا من الاتحاد الأفريقي برئاسة ألفا عمر كوناري رئيس مالي السابق زار مصر بهدف الوساطة أيضا واجتمع مع الرئيس المعزول. ومع استمرار هذه التحركات الدولية الحثيثة نجد الصمت العربي وعدم أخذ زمام المبادرة في الوساطة. وكما نعرف أن المملكة والإمارات والكويت والبحرين والأردن والمغرب رحبت بالنظام الجديد ولكن أين الدول الأخرى التي التزمت الصمت؟. أين جامعة الدول العربية التي يفترض أن تقوم بدور ومساع حميدة في لم الشمل وتقديم مبادرة لخطة سياسية سلمية تجمع الأطراف نحو المسارعة في تحقيق مطالب الشعب ونبذ العنف والإسراع في الانتخابات. نعم لا يكفي من الجامعة العربية في أن تعلن موقفها فقط بأن ما حدث في القاهرة هو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا بل نريد منها أكثر من ذلك .. أن تشكل وفدا من كبار الساسة والمفاوضين والعقلاء والحكماء العرب لانتشال مصر من الوضع المتردي الذي تعيش فيه وينذر بصرعات وخيمة وربما حرب أهلية لا تحمد عقباها. وعلينا أن نحسن التصرف وتقدير الموقف وأخذ زمام المبادرة عربيا قبل أن تكون دولياً لحل أزمة مصر.