عقب الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقوات الأمن يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال عضوين من مجلس الشيوخ إلى مصر لإجراء محادثات.وذكرت محطة "سي بي إس" الأميركية التليفزيونية الثلاثاء على موقعها الإلكتروني أن السيناتور جون ماكين ولينزي غراهام سيتوجهان إلى مصر الأسبوع المقبل لنقل رسالة واضحة للقيادة العسكرية حول ضرورة تسليم السلطة في أسرع وقت ممكن لحكومة مدنية. إلى ذلك علقت صحيفة "لوكسمبورغر فورت" التي تصدر في لوكسمبورغ على مهمة الوساطة التي قامت بها الممثلة العليا للسياسة الأمنية والشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في مصر بين أطراف النزاع لتهدئة الأوضاع عقب عزل الرئيس المصري محمد مرسي. وكتبت الصحيفة في عددها الذي صدر أمس الأربعاء: "على عكس الولاياتالمتحدة لم تشتهر سياسة الاتحاد الأوروبي في مصر بدعمها نظام مبارك المخلوع. ومن هذا المنطلق كان من السهل على الاتحاد الأوروبي التوسط بين المعسكرين المتنازعين الآن". وأضافت الصحيفة أن "الاتحاد الأوروبي دعم علاوة على ذلك الثورة في مصر خلال السنوات الأخيرة بمليارات اليورو".ورأت الصحيفة أن "هذا الاهتمام السياسي والمالي جعل من أوروبا في مصر وسيطا موثوقا به ومرغوبا فيه". وذكرت الصحيفة أن "الاتحاد الأوروبي بصفته منطقة مطلة على البحر المتوسط لديه بلا شك مصلحة في الحيلولة دون انزلاق مصر إلى حرب أهلية". وفي المقابل رأت الصحيفة أنه "يتعين على كاثرين أشتون لعب دور الوسيط الصادق بواقعية ودقة مع توخي الحذر من رؤية الظروف في مصر بسذاجة مثلما فعلت في الماضي".وذكرت الصحيفة أنه "عندما تدعم أشتون الآن الإفراج عن الرئيس السابق مرسي بدون شرط فإنها تعزز بذلك بقصد أو بدون قصد الإخوان المسلمين في عنادهم".من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية صباح أمس الأربعاء أن وفدا من لجنة الحكماء الأفريقية برئاسة الرئيس المالي السابق ألفا عمر كوناري قام بزيارة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي استغرقت نحو ساعة، وذلك بعد ساعات من زيارة مسؤولة الشؤون الخارجية والسياسية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون له. ومن المقرر أن يلتقي الوفد صباح أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، كما سيعقد مؤتمرا صحافيا لاستعراض لقاءاته مع المسؤولين في القاهرة، بحسب تقارير صحافية. كانت أشتون أكدت الثلاثاء خلال لقاء مع عدد محدود من الصحافيين أن مباحثاتها مع الرئيس المعزول كانت عميقة. وأضافت أشتون أنها قالت لمرسي خلال اللقاء الذي استمر ساعتين إنها لن تكشف أو تعبر عن وجهات نظره خلال اللقاء لأنه "في الظروف الحالية لا يمكنه تصحيح ما قد أذكره على لسانه إذا ما قلت نقلا عنه شيئا خاطئا".وأشارت إلى أن مرسي لديه قدرة على الوصول لمعلومات عن طريق الصحف وقنوات التليفزيون و"لهذا فقد استطعنا التحدث عن الأوضاع. كما كانت لدينا قدرة على التحدث عن كيفية السير للأمام ولكنني لن أكشف ما دار بحديثنا بأي شكل".