تضاعف عدد المتسولين في ينبع خلال شهر رمضان، بطريقة لافتة، وباتوا يلجأون إلى حيل وأساليب متطورة للوصول إلى أموال المحسنين والمحسنات، وانتشروا بكثافة في المساجد والشوارع الحيوية وقرب الإشارات والأسواق، مستغلين حرص المواطنين على فعل الخير في الشهر الفضيل. وعزا الأهالي انتشار المتسولين في ينبع، إلى عدم وجود مكتب لمتابعتهم، مطالبين بتطويق الظاهرة السلبية سريعا قبل أن يتفاقم خطرها. وأكد إسماعيل المرواني أن المتسولين الذين تزايدت أعدادهم في الآونة الأخيرة لا يعملون بعشوائية، بل وفق خطط وعصابات منظمة تستغلهم، وتقدم لهم التسهيلات والمأوى والحماية، لافتا إلى أنهم ابتكروا طرقا جديدة، إذ يذهب النساء منهم لزيارة المنازل في فترة العصر ويتحدثن إلى السيدات ويستعطفنهن بأنهن لا يجدن ما يأكلوه وصغارهن، وتحصل على الصدقة، ومن ثم تتوجه إلى المنزل الآخر. في حين، أرجع بندر الجهني تزايد أعداد المتسولات في شهر رمضان إلى عدم وجود مكتب لمكافحة التسول بالمحافظة، مشيرا إلى أن عصابات التسول ابتكرت في ينبع وسائل جديدة لاستدرار عواطف المواطنين. وذكر أن المتسولات الوافدات تتراوح أعمارهن ما بين 14 و23 عاما يرتدين العباءة السعودية ويستعطفت المحسنين باللهجة المحلية وذلك للوصول إلى أموالهم، مطالبا بتكثيف جهود الجهات المختصة لتطويق الظاهرة التي تتزايد باستمرار في ينبع. إلى ذلك، ذكر فهد جابر أن مواقع الصرافات الآلية والأسواق التجارية تحولت إلى ملتقى علني للمتسولات اللاتي يلاحقن السيارات المارة بالشارع أملا في الحصول على أكبر قدر من الأموال، محملا المواطنين جزءا من مسؤولية انتشار ظاهرة التسول بتعاطفهم مع المتسولات ومنحهم الأموال. بينما، حذر عيد الجهني من استغلال المتسولات من قبل ضعاف النفوس للحصول على مآرب أخرى، خصوصا الفتيات المتسولات يتعرضن للمعاكسات من المراهقين علنا، مطالبا الجهات المختصة بإنشاء مركز لمكافحة التسول بمحافظة ينبع للقضاء على هذه الظاهرة. من جهتها، أفادت أم خالد بأنها فوجئت بنساء يطرقن منزلها في حي السميري من بعد صلاة العصر، لافتة إلى أنها حين فتحت الباب لهن تبين أنها لا تعرفهن ويطلبن المساعدة. وذكرت أنها دائما ما تقدم لهن الأموال ابتغاء الأجر والمثوبة، على الرغم من أن أبنائها يحذرنها من مساعدة أولئك النسوة، لأنهن نصابات وربما يسرقن المنزل في حال توافرت لهن الظروف الملائمة على حد قول الأبناء، مبينة أنها بعد ذلك أصبحت لا تفتح الباب إلا لمن تعرفهن، خشية من تعرضها لمكروه. في المقابل، أوضح الناطق الأمني في منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام ل«عكاظ» أنه في حال لم يكن في المحافظة مكتب لمكافحة التسول تشارك الجهات الأمنية في لجنة من المحافظة وعدد من الإدارات الأخرى، لمكافحة التسول، وتكون عملية الضبط من اختصاص الأمن الوقائي التابع للشرطة. وبين أنه إذا كان المتسول سعودي يحول إلى إدارة الشؤون الاجتماعية لدراسة حالته وتقديم الإعانة له حسب برامجها، أما إذا كان أجنبيا يحول إلى إدارة الجوازات ومن ثم يتأكد من عدم وجود قضايا أو أنه مطلوب ومن ثم يرحل إلى بلاده. وذكر أن الأجهزة الأمنية في ينبع تتكاتف مع باقي الإدارات الحكومية على الحد من ظاهرة التسول خصوصا أنها مظهر غير حضاري.