كشف مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في الطائف جزاء العصيمي ضبط متسولين أثرياء يمتلكون عقارات وأموالا طائلة، موضحا أن نسبة المتسولين السعوديين تبلغ 37 في المائة من إجمالي المقبوض عليهم منذ بداية العام. وذكر في حوار ل«عكاظ» أنه يوجد من بين المتسولين المقبوض عليهم حالات إنسانية تستحق الدعم والعون، مرجعا لجوءهم للتسول إلى الوضع الأسري المتدهور الذي يعيشونه نتيجة تخلي رب الأسرة عن مسؤولياته أو وجود تفكك عائلي. وطالب العصيمي الأهالي بدفع صدقاتهم وزكواتهم للجمعيات الخيرية التي تتولى توزيعها بطريقة مشروعة، ملمحا إلى أن المتسولين غالبا ما يعتمدون على الأطفال والنساء لاستدرار عواطف المحسنين. ما تقييمكم لتعاون الجهات الحكومية الأخرى معكم خلال جولات مكافحة التسول؟ - هناك تعاون مسبق بين الجهات الحكومية بالمحافظة، فلجنة مكافحة التسول على سبيل المثال تتكون من جهات حكومية عدة، كالشرطة والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشؤون الاجتماعية والأمانة. ماذا ينقص مكتب المتابعة الاجتماعية في الطائف لمواجهة أعداد المتسولين عند استضافتهم وتسليمهم للجهات ذات الاختصاص؟ - المكتب يؤدي الدور المطلوب منه ولله الحمد في ظل تضافر جهود الجهات المختصة. كم تبلغ نسبة عدد المقبوض عليهم من المتسولين المواطنين مقارنة بالوافدين؟ - تبلغ نسبة السعوديين المتسولين 37 في المائة من إجمالي المقبوض عليهم منذ بداية العام، في حين وصلت نسبة المتسولين الوافدين 63 في المائة. هل يوجد من بين المتسولين المقبوض عليهم من يشكلون حالات إنسانية تستحق الدعم والعون؟ - نعم، توجد بعض الحالات الإنسانية من المقبوض عليهم تحتاج إلى مد يد العون والمساعدة لهم وتعود أسباب ذلك إلى بعض الأمور مثل تخلي رب الأسرة عن مسؤوليته الاجتماعية، أو وجود التفكك الأسري، ويتعامل المكتب مع تلك الحالات بمبدأ السرية، حيث يجري دراسة الحالة مكتبيا، ومن ثم ميدانيا من قبل المختصين بالمكتب وعلى ضوء ذلك يتم تقديم المساعدة المناسبة للحالة وفق الأنظمة المتبعة، وبذلك فلا يمكن الحديث عن حالة معينة احتراما لخصوصية الحالات. هل صحيح أنكم تقبضون على متسولين أثرياء كما يتردد في وسائل الإعلام من حين لآخر؟ - نعم، هذه الظاهرة صحيحة، وجرى القبض على أشخاص يتسولون ولديهم عقارات وأموال طائلة والدين الإسلامي نهى عن مد اليد للسؤال وفي حال اكتشاف حالات تمتهن التسول من خلال الدراسة الاجتماعية أو تكرار تسول الشخص يتم إحالتهم مباشرة للجهات الامنية، لاتخاذ اللازم حيالها هذا فيما يتعلق بالسعودي أما المتسول الأجنبي فيتم إحالته للجهات الأمنية لمخالفته أنظمة الإقامة والعمل. وماذا عن الأطفال الذين يستغلون لأغراض التسول؟ - الأطفال يستخدمون في التسول باستمرار، وهم من إحدى الحيل التي يلجأ لها المتسولون، إضافة إلى النساء، لاستعطاف الناس ولذلك نجد أن نسبة الأطفال والنساء المقبوض عليهم أعلى من الرجال غالبا. وما الخطط التي تعتمدون عليها لمواجهة زحف المتسولين في الإجازات والمواسم؟ - الخطط والاستعدادات مستمرة سواء في الإجازات الصيفية أو لشهر رمضان أو موسم الحج لذا نجد أن عدد المتسولين يزداد في مثل هذه المواسم، والمكتب يحاول تحجيم هذه الظاهرة من خلال تسيير عدد كبير من الحملات للقبض عليهم. كم الأموال التي صودرت من المتسولين منذ بداية العام وأين تذهب؟ - تحيل اللجنة المتسولين بعد القبض عليهم وغالبيتهم من الأجانب إلى أقسام الشرط للتحقيق معهم، ويجري التعامل مع المضبوطات وفق النظام. ما الرسالة التي توجهونها لأهل الخير والمتبرعين؟ - ندعو أهل الخير والمتبرعين بدفع صدقاتهم وتبرعاتهم إلى الجهات الرسمية كالجمعيات الخيرية ليتم إيصالها إلى مستحقيها. ما صحة ما يردده البعض من أن التسول أصبح ظاهرة تقف وراءها عصابات منظمة؟ - من الصعوبة أن نحكم على التسول بأنه أصبح ظاهرة، ولكن يمكن القول أن التسول لا يقتصر على المملكة فقط بل على مستوى دول العالم، ولكن نبذل جهودا كبيرة لتطويق هذا السلوك بمكافحته وكشف أساليب الخدع والاحتيال التي يقوم بها المتسولون للحصول على أموال الناس بالباطل وتوعية المتبرعين بدفع أموالهم إلى الجهات الرسمية الصحيحة لتصل إلى من يستحقونها، وفيما يتعلق بالعصابات المنظمة فالجهات الأمنية تتولى مثل هذه الحالات حال اكتشافها. ما الذي تود قوله في ختام هذا الحوار؟ - نهيب بإخواننا المواطنين والمقيمين في هذه الايام وخاصة أننا في شهر الصوم المبارك بدفع زكواتهم وصدقاتهم إلى الجمعيات التي تتولى توزيعها بطريقة مشروعة وسليمة.