تجاوز المواطن عاطف الغامدي مرحلة الخطر بعد معاناته مع القلب حيث أجريت له بنجاح عملية نادرة على يد طبيب سعودي في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالرياض. وفي التفاصيل، بدأ المواطن يشكو من بوادر تصلبات الشرايين منذ أكثر من 13 سنة، وأجريت له حينها قسطرة للشرايين التاجية تم من خلالها زرع دعامة معدنية للشريان الأمامي النازل، ثم عاودته أعراض الذبحة الصدرية وآلام الصدر مرة أخرى وأجريت على إثرها بعض الأشعات التشخيصية والقسطرة الاستكشافية للشرايين منذ ما يقارب الأربعة أشهر، وقد نصح بإجراء عملية قلب مفتوح وعمل توصيلات تحويلية للشرايين التاجية، ولكن كان لديه بعض التردد من إجراء العملية الجراحية وأخذ يبحث عن البدائل لتلافي ذلك ومن تلك المحاولات الاتصال بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالرياض. وبسؤال استشاري القسطرة التداخلية ورئيس معامل القسطرة القلبية في مركز الأمير سلطان بالرياض ونائب رئيس البحث العلمي بالمركز الدكتور عبدالرحمن المغيري عن هذه الحالة النادرة، قال: يعتبر الانسداد المزمن للشريان من الحالات الأكثر صعوبة وتعقيدا من بين حالات القسطرة المعتادة ونسبة النجاح فيها تتراوح بين 80 و90 %.. وإجراؤها يتطلب مركزا متقدما تتوفر فيه الإمكانات ومنها وجود الجراحة في حال حدث لا قدر الله مضاعفات أو فشل لعملية القسطرة، مبينا أنه تجرى في مركز الأمير سلطان عمليات فتح انسدادات الشرايين المزمنة بكلا الطريقتين الأولى بالاتجاه المباشر للشريان والثانية بالنهج العكسي من الشعيرات المغذية للشريان من الشرايين المجاورة أو المقابلة وهذه الأكثر صعوبة وخطورة في الوقت نفسه وهي قليلة الإجراء في المملكة وكانت بداياتها في اليابان ومن ثم انتقلت إلى أوروبا ثم أمريكا الشمالية. وأشار إلى أن أهم العوامل المؤدية إلى انسداد أو تضيق الشرايين هي القابلية الجينية للشخص ومن ثم العوامل المساعدة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول وممارسة التدخين بأنواعه، ومجتمعنا بالطبع غني بجميع هذه المسببات، فالعادات الغذائية وانتشار السمنة وقلة الحركة والأنشطة الرياضية تكون منظومة تجعل مجتمعنا من أكثر المجتمعات عرضة لأمراض القلب وتصلب الشرايين. ولفت إلى أن مركز الأمير سلطان أجرى من هذا النوع ما يزيد على عشر حالات في الثلاثة أشهر الأخيرة بنسبة نجاح في النطاق العالمي ولم تسجل مضاعفات خطرة، حيث إن هذا النوع من العمليات تحتاج إلى مهارات وقدر من الصبر والتأني لدى الطبيب المعالج نظرا لحساسية الأوعية الدموية الدقيقة لتلافي أي تمزقات أو ثقوب ينتج عنها مضاعفات خطرة وتذهب احتمالية نجاح العملية، بالإضافة إلى أن تلك النوع من العمليات تستغرق وقتا أطول وتعرض لمستوى أشعة أكثر وكذلك تجهيزات ومعدات خاصة لهذا الغرض.