في غرفة عمليات الهلال الأحمر تتجسد معاني الوفاء والتضحية، وحب الخير ومساعدة الناس، ففضلا عن أن المكان يعد وظيفة رسمية يجني منها الموظف نهاية الشهر مرتبه، إلا أن الموظفين يتجاوزون تلك النظرة باتجاه الخدمة والإيثار وإنقاذ حياة الآخرين. خلال أوقات الإفطار الرمضاني تمثل الدقيقة الواحدة من عملهم الشيء الكثير خصوصا أنها وقت الذروة حيث تكثر فيها الحوادث وحالات الإغماء. «عكاظ» شاركت موظفي غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر في المنطقة الشرقية الإفطار، واطلعت على عملهم أثناء الفترة التي يفضل الجميع قضاءها مع أسرهم بينما يعمل آخرون في خدمتهم. وبين عضو فريق العمليات عبدالرحمن أبو هيا أن غرفة العمليات في المنطقة الشرقية مركزية تغذي جميع محافظات المنطقة وتتابع من خلال عدة أجهزة حالات البلاغات وتقوم بتوجيهها حسب أقرب نقطة للمبلغ، فالعمل يتم بشكل يومي على أربع نوبات كل نوبة فيها 7 موظفين وبمجموع كلي 28 موظفا يقومون بمتابعة البلاغات وإعادة توجيهها للفروع القريبة من مواقع الحوادث، مبينا أن شهر رمضان يختلف العمل فيه تماما عن بقية الشهور حيث تكثر فيه الحالات والإغماءات لكبار السن، والحوادث المرورية قبل الإفطار. وعن إفطارهم خلال رمضان قال: نتناول وجبة الإفطار ونحن على أجهزتنا نتابع كل بلاغ، وليس هناك فترة توقف نهائيا ولكننا نحرص مع الزملاء على توزيع الأيام بيننا فنجلب وجبة الإفطار من منازلنا والأطباق الموجودة على السفرة معدة منزليا. وذكر موظف العمليات صالح الدقيل أن البلاغات الكاذبة تشكل لنا مشكلة كبيرة وتحرم أشخاصا آخرين من الخدمة التي هم في أمس الحاجة إليها، فعلى سبيل المثال نتجاوب مع البلاغ الكاذب ونذهب للموقع وعند الاتصال على الرقم المبلغ نجده مغلقا ومع ذلك ننتظر، فيحرم شخص آخر في حاجة للخدمة، ورغم توالي البلاغات الكاذبة، إلا أننا نتعامل مع كافة البلاغات بكل جدية، بعد التأكد من صحة البلاغ، وتكرار الاتصال، إضافة إلى وصف الموقع قبل عملية مباشرة الحالة والانتقال للموقع. أما موظف العمليات عبدالكريم الكستبان والذي كان يشرف على استقبال حالة حادث مروري على طريق أبو حدرية فقال إن أغلب البلاغات قبل الإفطار هي بلاغات الحوادث المرورية، والإغماءات والمضاربات، فحاليا على سبيل المثال تلقيت بلاغات حادث فيه وفاة، ووفاة كبير في السن أثناء الإفطار، وإغماءة طفل.. وهكذا. وخلال تواجدنا في غرفة العمليات تلقت غرفة العمليات خلال فترة الإفطار عددا كبيرا من البلاغات، ويقوم بعض الموظفين بالتعامل مع هذه البلاغات، فيما يظل البقية على المائدة ليتموا إفطارهم، وتتحرك الفرق فور ورود البلاغات والتأكد من صحة البلاغ. وأجمع كل من أشرف آل نصيف، عبدالله عبدالرحيم، محمد الجبران (موظفو العمليات) على أن الثانية وليست الدقيقة تمثل لنا الشيء الكثير فنحن لا نفارق الأجهزة أبدا في انتظار اتصال أي حالة، وبحمد الله تتوفر لدينا أجهزة عالية الجودة نتمكن من خلالها من متابعة عملنا بكل يسر وسهولة، كما توجد لدينا خطوط عمليات خاصة مع بعض الجهات الحكومية مثل الشرطة والمرور والهلال الأحمر وأمن الطرق، وأيضا مع المستشفيات وأقسام الطوارئ. وأشار مدير عام العلاقات العامة والمتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية فهد الغامدي إلى أن ا?دارة العامة لهيئة الهلال ا?حمر بالمنطقة الشرقية استعدت بكامل تجهيزاتها من مراكز إسعافية وفرق إسعاف لشهر رمضان ب46 مركز إسعاف موزعة على مختلف محافظات المنطقة والطرق الرئيسية وذلك لتلبية نداء كل محتاج لا سمح الله، وتشهد غرف عمليات هيئة الهلال ا?حمر بالمنطقة الشرقية الكثير من الاتصالات الواردة لها بواقع (1327) بلاغ خلال 11 يوما مضت من شهر رمضان المبارك، كان نصيب غرفة عمليات منطقة الدمام النصيب ا?كبر من البلاغات بواقع (886) بلاغا، وأضاف الغامدي: ننصح جميع المبلغين عن الحالات ا?سعافية بتزويد غرفة العمليات بالموقع الصحيح للحالة وأن يكون واضح المعالم مع تزويدهم بالسجل المرضي للحالة المرضية المبلغ عنها أو بعدد المصابين المتواجدين مع التأكد بإعطاء المعلومات الصحيحة وهذا يسهل على الفرق الإسعافية معرفة الحالة المتجهة لها. مضيفا أن رجال الإسعاف تواجههم تحديات كبيرة جدا في إنقاذ حياة الآخرين فهم يعانون حرارة ا?جواء في هذه ا?يام ومضايقة الجمهور في عدم فتح المسار أمامهم وهذا يعيقهم في أداء مهمتهم الإنسانية والاسعافية. وتابع: من هنا نناشد المواطنين والمقيمين بفتح المسار أمام سيارات ا?سعاف والبعد عن التجمهر وعدم تحريك المصابين من المواقع لأن ذلك يسبب لهم لا سمح الله نتائج عكسية قد يفقدون حياتهم فيها، حيث إن العملية ا?سعافية تتطلب كوادر متخصصة لكيفية التعامل مع المصابين.