في أعلى قمة جبل النور في مكةالمكرمة التي ترتفع قرابة 600 متر عن سطح الأرض، يفطر زوار غار حراء فطورا بسيطا من التمر والماء ويؤدون صلاة المغرب في قمة هذا الجبل، ورغم الصعوبات ومشقة الصعود إليه وحرارة الأجواء إلا أن هناك مجموعات من الزوار والمعتمرين يصرون على صعود الجبل والاستمتاع بمشاهدة مكةالمكرمة والإفطار على قمة الجبل بالقرب من الغار، ويتكبد هؤلاء عناء الصعود إلى الغار وهم صائمون لأجل روحانية المكان الذي استقبل فيه الرسول أول تكليف إلهي بالنبوة، فهنا هبط الوحي بالقرآن الكريم. لذا يأتي الكثير من قاصدي المسجد الحرام لمشاهدة هذا الغار لاستشعار الذكرى، وعبق المكان. «عكاظ الأسبوعية» صعدت إلى قمة الجبل والتقت عددا من الزوار، بداية أشار محمد إقبال «باكستاني» إلى أنه يحرص على الصعود مبكرا للوصول قبل صلاة المغرب بوقت كاف، لكي يتمكن من قراءة القرآن والدعاء قبل الأذان، مضيفا: لهذا المكان روحانية تذكرنا بنزول القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك شهر الخير على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مستطردا أن هذا المكان يستحق الزيارة في هذا الوقت بالتحديد من الأيام للتذكير بالمكان الذي نزل فيه القرآن. ويروي عبدالعظيم أكبر أنه يصعد إلى الجبل طوال أيام العام على فترات متقطعة، حيث يحرص على الصعود في شهر رمضان ثلاث مرات على الأقل لكي يفطر في أعلى الجبل ويصلي صلاة المغرب، فيما يشير محمد إسلام أشرف إلى أن الصعود في شهر رمضان لغار حراء ينطلق من ذكرى نزول القرآن الكريم ولكي يتذكر أول نزول للوحي في هذا الشهر الكريم، ويصلي ويتفكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصعد ويتعبد في هذاالغار، فيما أشار مختار الدين إلى أن الله أكرمه بالعمرة في هذا الشهر ولن يمنعه الصوم وحرارة الأجواء من الصعود إلى قمة الجبل والإفطار في الغار، وبالتالي لن يفوت على نفسه هذه الفرصة ومشاهدة المكان الذي نزل فيه القرآن لأول مرة، مؤكدا أنها رحلة العمر وقد لا يزور هذا المكان مرة أخرى. بعض الزوار طالبوا بالاهتمام بالجبل خاصة طريق الصعود والهبوط وتخصيص مرشدين يتحدثون بلغات متعددة، وتوزيع كتيبات تحمل معلومات جغرافية وبعض الأحاديث عن هذا المكان. وغار حراء يقع في قمة جبل النور الذي يقع شمال شرق المسجد الحرام، ويطل على طريق العدل وقد سمي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه. ويبلغ ارتفاع الجبل أكثر من 600 متر، وينحدر انحدارا شديدا من 380 مترا حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته خمسة كيلومترات مربعة و250 مترا مربعا، وفي أعلى قمة الجبل يظهر بوضوح تجويف الغار الذي نزل فيه الوحي على نبينا محمد حيث كان يعتكف، وانطلقت منه الرسالة. وعبر فتحة صغيرة على شكل نافذة بهذا الغار تشاهد الكعبة المشرفة والمسجد الحرام، يستطيع من هو على قمة الجبل مشاهدة أم القرى بكاملها. والغار عبارة عن فجوة مدخلها باتجاه الشمال، طوله أربعة أمتار تقربيا، وعرضه متر ونصف المتر تقربيا، ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون، والداخل للغار يكون متجها للكعبة مباشرة ويتسع الغار لخمسة أشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة. ويطل جبل النور على مكة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو 10 كيلومترات، وهو متميز بتشكيله الصخري وفريد في شكله الذي لا تخطئه أعين القاصدين، عبر طريق السيل الكبير.