وصل إلى دمشق أمس فريق الخبراء الدوليين المكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في الأزمة السورية برئاسة آكي سيلستروم «رئيس الفريق» وعضوية أنجيلا كاين رئيسة لجنة شؤون نزع السلاح في الأممالمتحدة، وذلك بعد سيطرة مقاتلي المعارضة يوم الاثنين الماضي على بلدة خان العسل الاستراتيجية في ريف حلب والتي يشتبه في أنها تعرضت لهجوم باسلحة كيميائية. وأوضح المستشار في بعثة الأممالمتحدة في دمشق خالد المصري أن آكي سيلستروم وأنجيلا كاين وصلا مع الوفد المرافق لهما إلى دمشق «بدعوة من الحكومة السورية في زيارة رسمية تستغرق يومين يلتقون خلالها عددا من المسؤولين السوريين». وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي أن سيلستروم وكاين «سيستكملان المشاورات حول آليات التعاون المطلوبة من أجل إجراء تحقيق نزيه وآمن وفعال في الادعاءات حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا». ومنذ تشكيل لجنة التحقيق الدولية اشترطت الحكومة السورية على أن يقتصر عملها على التحقيق في حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيميائية في خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/مارس وتبادل النظام والمعارضة الاتهام باطلاقه. إلا أن الأممالمتحدة طلبت السماح لها بالتجول في كل أنحاء سوريا والتحقيق في حوادث أخرى. من جهة أخرى، أعلن رئيس المجلس العسكري الأعلى ل «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس، أنه فقد الأمل بوصول مساعدات عسكرية غربية إلى المعارضة السورية. وتعليقا على التصريحات الأخيرة الصادرة من واشنطن والاتحاد الأوروبي وفرنسا والتي أكدت للمعارضة أنها سترسل إليها مساعدات عسكرية، قال إدريس «لا نفهم موقف الغرب»، وتابع وعدونا في البداية برفع الحظر عن بيع الأسلحة إلى سوريا، ثم عدلوا عن ذلك. وعن وضع الميدان عزا إدريس سبب تقدم النظام السوري في بعض الجبهات إلى تدخل بعض القوى الخارجية في البلاد. واتهم إدريس موسكو وطهران بتقديم المساعدات العسكرية إلى النظام السوري، وقال إن «روسيا وإيران تساعدان في تزويد النظام السوري ب400 طن من الذخائر مرة في كل 10 أيام»، مضيفا أن «السفن الروسية التي ترسو عند مرفأ بيروت تنقل مقاتلين من حزب الله إلى طرطوس». وفي أول زيارة لباريس منذ انتخابه على رأس المعارضة السورية دعا أحمد جربا الذي التقى أمس الرئيس فرنسوا هولاند، فرنسا إلى توفير الأسلحة للمعارضة السورية، وصرح جربا لعدد من الصحافيين في أعقاب اجتماع مغلق مع لجنة في الجمعية الوطنية الفرنسية «بالطبع نطلب من فرنسا دعما سياسيا كاملا، ودعما دبلوماسيا، ومساعدة انسانية طارئة ومساعدة عسكرية وغير ذلك». وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى أن الخطط الإمريكية الرامية إلى تسليح قوات المعارضة السورية تخطت عقبة واحدة في الكونجرس لكنها قد تواجه مزيدا من العقبات عندما ينفذ التمويل خلال شهرين مما يزيد من تأخر تدفق الأسلحة. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن التمويل للبرنامج السري سينفد يوم 30 من سبتمبر ايلول بنهاية السنة المالية للحكومة، وأضاف أن هذا يعني أن البيت الأبيض عليه أن يسعى مرة أخرى إلى موافقة الكونجرس على تسليح قوات المعارضة وربما يمهد ذلك لمواجهة جديدة بشأن سياسة واشنطن فيما يتعلق بالأزمة السورية.