37 مرة يجسد فيها المواطن صقر شاعي العتيبي روح الإيثار، ويتبرع بدمه تطوعا لإنقاذ حياة المرضى، ولأن الدم هام جدا لإنقاذ حياة العديد من المرضى المعرضين للخطر نتيجة فقد كميات كبيرة من الدم أثناء العمليات الجراحية الكبرى، قرر صقر أن يتبرع بدمه بصفة مستمرة. العتيبي الذي يعمل في شركة أرامكو يقول ل«عكاظ»: أول مرة تبرعت فيها كانت في العام 1992م في بنك الدم المركزي بمستشفى الدمام المركزي، منطلقا من قوله تعالى: (ومن أَحياها فكأنما أَحيا الناس جميعا)، وأيضا لمبدأ التعاون على البر، فالله سبحانه تعالى يقول (وتعاونوا على البر والتقوى)، وإيمانا بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما قال «إن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، مؤكدا أن التبرع بالدم عمل إنساني نبيل يساهم في إنقاذ حياة عدد من المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم، خصوصا إذا علمنا أن دم المتبرع يمكن أن ينقذ أربعة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصا واحدا، ولأن المرضى الذين يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم، خصوصا المرضى الذين يعانون من أمراض خبيثة أو مستعصية وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث خطيرة فقدوا على إثرها كمية كبيرة من الدم. وعن أثر التبرع بالدم على حياته يؤكد العتيبي أن التبرع بالدم هو شهادة صحية تدل على سلامتك من الأمراض، حيث إن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفحص مخبري على دمه للكشف عن مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج)، الملاريا، الايدز، والزهري، كما أن التبرع يساعد على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية مثلا: الدماغ يساعد على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول، وكذلك فإن تبرعي بالدم يمنحني فرصة التأكد من خلوي من الأمراض الالتهاب الكبدي بأنواعه وسرطان الدم والزهري والايدز وغيرها، وهذه منفعة شخصية تعود على المتبرع إلى جانب الأجر الكبير الذي يناله بإسهامه في إنقاذ حياة الآخرين. وأضاف بأن المتبرع المستديم في بنك الدم له معاملة خاصة عند احتياجه أو احتياج أفراد عائلته للدم مستقبلا لا قدر الله، خاصة في حالة توفر فصيلة الدم المطلوبة. وفي حالة وجود أي مشكلة فإن بنك الدم يقوم بتوفير الاستشارة اللازمة من قبل استشاريين متخصصين، والتوجيه إلى الجهة المناسبة لمتابعة الحالة. وعن أبرز المواقف التي حدثت له عند التبرع قال: بعد الانتهاء من التبرع في إحدى المرات وبعد وصولي إلى المنزل أحسست ببعض الألم والثقل في ذراعي تحديد مكان الذراع التي تم أخذ الدم منها، وبعد التأكد وجدت الرباط الضاغط لايزال مشدودا على ذراعي فقد نسيته الممرضة، وقمت بإرجاعة إلى بنك الدم. وينصح العتيبي المجتمع بالتبرع بالدم لأنه عمل إنساني ووطني في نفس الوقت ويفترض على كل مواطن الإسراع في عملية التبرع بالدم والمساهمة في هذا العمل الخيري والإنساني الطيب؛ لأن مجتمعنا ووطننا الغالي يستحقان منا أكثر من ذلك بكثير.