عرف المجتمع السعودي بترابطه وتآخيه المستمدة من ديننا الحنيف الذي يحثنا على بذل العطاء وفعل الخير وزيارة المريض ومن بينهم «ذوو الاحتياجات الخاصة»، فالمعاق ما هو إلا جزء من المجتمع الذي نعيش فيه له حقوق وواجبات كأي فرد سليم ومعافى بالمجتمع. وما الرعاية الاجتماعية من قبل المجتمع لهؤلاء المعاقين إلا بمثابة دعامة أساسية في بناء المجتمع، كما أنها واجب إنساني، وما الوسط الرياضي إلا وسط مكمل لجميع شرائح المجتمع له خصوصيته التي يتمتع بها كون غالبيته من الشباب، وجاء حرص الأندية الرياضية ومنسوبيها بالقيام بمسؤولياتهم نحو المجتمع وغرس القيم السامية في نفوس المعاقين من خلال زيارتهم المتكررة ومشاركتهم الأنشطة اللا منهجية والبرامج الاجتماعية والإنسانية، حيث إن من واجب الأندية الرياضية والرياضيين إدراك أهمية الاعتناء بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة سيرا على نهج حكومة خادم الحرمين الشريفين التي كرست جل اهتمامها لهذه الشريحة التي تعتبر جزءا مهما من المجتمع، في سبيل احتوائهم بمشاعر الود وتعزيز التواصل معهم ورسم البهجة والسعادة على شفاههم وتقديم الهدايا لهم، وشهدت العديد من مركز الرعاية والجمعيات الخيرية زيارات متعددة من أفراد المجتمع الرياضي سواء من اللاعبين أو إداريين ورؤساء أندية، وتعد إدارة النادي الأهلي متمثلة في رئيس النادي الأمير فهد بن خالد واللاعبين أحمد الفريدي ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني وسعود كريري أكثر الرياضيين استجابة للدعوات. واعتبر الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الأهلي وأحد الداعمين للأعمال الخيرية أن الزيارات التي يقوم بها هو وبقية رؤساء الأندية واللاعبين تأتي ضمن واجباتهم كرياضيين تجاه فئة غالية تستحق من الجميع الاهتمام والتقدير، متمنيا أن يرى أبناء المركز أعضاء فاعلين في المجتمع، وأشاد بما تقدمه مراكز الرعاية المتطورة من خدمات إنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة وإمكانيات وإثراء رياضي وعلمي لهذه الفئة الغالية وما يربط المجتمع بكافة أطيافه من أواصر محبة وأخوة وتراحم، وأسعد بتواجدي إلى جانب أطفال المركز لأني أشعر بأحاسيسهم ومشاعرهم وأعتبر نفسي واحدا منهم، واضعا منشآت وإمكانيات النادي الأهلي تحت تصرفهم، مؤكدا استعداد النادي الأهلي لأي مشاركة خيرية رياضية للجمعية، وبين أن الدافع الحقيقي لهذه الزيارات هو الوازع الديني الذي يحثنا على الاهتمام بإخواننا وامتداد لما عرف عن مجتمعنا الكريم من تجسيد لأروع صور التكافل الاجتماعي بين أبنائه وبكل حرص واهتمام، وعن يقين تام أن رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة حق أصيل كفله الدين الإسلامي. وبدوره قال أحمد الفريدي لاعب نادي الاتحاد «أنا سعيد بزيارة المراكز والجمعيات الخيرية التي من شأنها أن تنمي روح التعاون والحس الإنساني عند إخواننا المعاقين الذين هم في أمس الحاجة للعناية والاهتمام من قبل المجتمع لتجسيد قيم ديننا الحنيف الذي يحثنا على زيارة المرضى وتقديم الرعاية لهم ابتغاء للأجر والمثوبة، وشاهدنا نماذج مشرفة من هؤلاء المعاقين انخرطوا في المجتمع وتمكنوا من التغلب على إعاقتهم وأصبحوا قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ونحن سعداء بزيارة أشقائنا المعاقين وتقديم الهدايا لهم». طالب قائد المنتخب الوطني ونادي الاتحاد سعود كريري دعم المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في مسيرة المجتمع وميادين بنائه ورقيه لما يتواءم مع قدراتهم الجسدية ومواهبهم المبدعة، وحث كريري، محبي الخير والمحسنين ورجال المال والأعمال على دعم الجمعيات والمركز الرعاية، مؤكدا أن دعمهم يعد من ضروب التكافل والإحسان والمواساة والتراحم ومن الأواصر الاجتماعية السامية والوشائج الروحية والأعمال الإنسانية الحانية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وأبان أن الله الذي أغنى هو الذي أقنى وأن التفاوت في الأرزاق حكمة من المولى الرزاق (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) يمحص بها الأغنياء ويبتلي الفقراء، وتلك الحكمة المطوية في قضائه وقدره لا يتنورها إلا من غمره شعاع الإيمان وسطع في قلبه نور الحكمة، ونوه كريري بالدور المتميز الذي تقوم مراكز الرعاية المتطورة في ضروب التكافل والإحسان والمواساة، مثمنا جهود مسؤوليه لاهتمامهم وعنايتهم بهذه الفئة من المجتمع ودعمه المتواصل لها، مؤكدا أن ما يقدمه المركز للمعوقين من مناشط متميزة هي رسالة نبيلة. فيما أشار محمد العبدلي مدير مركز الرعاية المتطورة إلى أن هذا الاهتمام جاء متسقا مع ما توليه الحكومة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من أهمية بالغة وتحرص على مساعدتهم في شتى مجالات الحياة، وانطلاقا من هذا المبدأ قمنا بتنظيم الزيارة للمعاقين أملا في تعزيز التواصل معهم والتأكيد على اهتمام المجتمع بهم، وناشد المجتمع القيام بمسؤولياته نحو شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وتلمس احتياجاتهم النفسية والاجتماعية ومساعدتهم ليكونوا أعضاء نافعين لمجتمعهم أسوة بالمجتمع الرياضي، وثمن تفاعل الأندية الرياضية والرياضيين مع دعوات المركز وقيامهم بدورهم في المجتمع ومبادراته الإنسانية وقيامهم بمسؤوليته الاجتماعية وهي ليست المرة الأولى التي يحضر فيها الرياضيون لمركز الرعاية المتطورة، حيث سبق أن شارك رؤساء أندية الأهلي والشباب والنصر ولاعبو الاتحاد وعدد كبير من نجوم الأندية في مناسبات ماضية مما انعكس إيجابا على أبناء المركز الذي يساعد على تنمية وتأهيل المهارات الحياتية اليومية بعد تقييم الطالب والوقوف على مستواه في كل مهاراة.