أدهشت مشاركة الكاتبة زكية أحمد الأراكاني المتميزة في المؤتمر الصحفي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، لمناقشة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية في مكة، جميع الحاضرين حيث ألقت كلمة تطرقت من خلالها إلى مسيرة الحكومة السعودية في دعم واحتضان أبناء هذه الجالية، من العهد الأول إلى مشروع التصحيح الأخير الذي شرعت به منذ عدة أشهر، متحدثة عن الظلم والطغيان الذي عاناه ومازال يعانيه المسلمون في أراكان في بورما، مختتمة كلمتها بأبيات شعرية تصور ولاء هذه الجالية وحب أفرادها لبلاد الحرمين وقيادتها وشعبها قائلة: «ارفع رأسك أيها الأراكاني البرماوي فأنت في أرض السعودية وأميرك سعودي» «عكاظ» التقت بالكاتبة الأراكاني، وحاورتها حول حياتها ومشاركتها في المؤتمر الصحفي، وإلى وقائع اللقاء: أخبري قراء «عكاظ» من هي زكية الأراكاني؟ - زكية أحمد حسين عبدالخالق، ولدت في محافظة جدة، وتلقيت جميع مراحل تعليمي في المملكة حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في الآداب والتربية تخصص دراسات إسلامية، كما حصلت على الجنسية السعودية بعد زواجي من مواطن سعودي قبل سنوات. حدثينا عن ميولك وطموحاتك؟ - أعشق الكتابة والتأليف وخصوصا في الجوانب الاجتماعية والأسرية، أطمح إلى غرس البسمة في شفاه البائسين، إضافة إلى فتح مشاريع استثمارية وتنموية يستفيد منها أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، كما أتمنى أن أجد فرصا للمساهمة في نشر الوعي وتأصيل القيم والأخلاقية والاجتماعية وإدارتها. ألقيتِ أبياتا شعرية مؤثرة خلال كلمتك في المؤتمر الصحفي الذي أقيم برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية في مكة، حدثينا عن مشاركتك في المؤتمر؟ - بفضل الله أتيح لي المجال للتعبير عما في نفسي ونفوس جميع البرماويين من مشاعر عميقة تجاه هذا الوطن وقيادته الموفقة، فسطرت فرحتي وفرحتهم بالمنحة التاريخية التي أكرمنا الله بها بأمر كريم من ملك الإنسانية، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده، ورعاية سامية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل صاحب الرؤية والرسالة والمبدأ، الأمير الإنسان الشهم الكريم. هي كلمة حق قلتها صادقة، مفعمة بالحب العميق لسمو الأمير خالد الفيصل على رعايته لهذه المنحة التاريخية العالمية لتصحيح أوضاع الجالية البرماوية المقيمة بكل حب على أرض المملكة فأحسبها وصلت إلى قلبه الرحوم، وقد سعدت جدا بحنانه الأبوي الذي غمرني به أثناء إلقائي للكلمة، وتصفيقه لكلماتي وسام شرف أضعه على صدري، لن أنساه أبدا، جزاه الله عني خيرا. ماذا يعني لك ولأبناء الجالية البرماوية القرار الملكي القاضي بتصحيح أوضاع جاليتكم؟ - قرار الوالد الحاني الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أفرح قلوب جميع البرماويين، وخصوصا أنهم لا يعرفون وطنا سوى هذا الوطن، فتح لهم آمالا وآفاقا للحياة الهادئة الرغيدة الهانئة. كيف كانت أوضاعكم قبل قرار التصحيح، وما هي تطلعاتكم بعد القرار؟ - الدولة لم تقصر في حق الجالية الأراكانية البرماوية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، فقد منتحتنا الكثير من الاستثناءات، ولكن كانت هناك بعض الصعوبات، في استخراج الإقامات، والتسجيل في المدارس للبنين والبنات، وكان التعليم الجامعي غير متاح بشكل عام وكانوا يجدون بعض الصعوبات في العلاج الصحي. أما الآن بعد مشروع تصحيح أوضاع الجالية الأراكانية البرماوية، نرى بشائر الخير تتوالى، فمنها إعطاؤهم إقامات نظامية، وتهيئة فرص للعمل، وتسهيل الدراسة في المدارس الحكومية، ومازلنا في كل يوم نسمع بقرارات كريمة فيها الخير لأبناء الجالية. كيف تترجم زكية الأراكانية مآسي المسلمين في إقليم أراكان ببورما من خلال ميولها الكتابية؟ - حقيقة أقف عاجزة عن وصف مآسي أهلنا في أراكان، عقود من الظلم والاضطهاد والقتل، شعب لا يملك حولا ولا قوة، لعلي أكتفي في الوصف بخاطرة قلت فيها بعد مضي عام على التصعيد البوذي الأخير بدون أي انفراج للأزمة: «عام مضى، وأهلنا في أراكان يذوقون الأسى، يودعون أحبابهم كل صبح ومساء، يبيتون في العراء، ومن دون بساط وغطاء، يتوسدون مياه الأمطار، يلتحفون الذباب والبعوض وورق الأشجار، يشربون ماء ملوثا بحقد الأشرار. إلى متى يا أمة المليار؟ إلى متى تصمتون على هذا العار؟ أنسيتم قول الله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون)». في ختام هذا اللقاء لديك مساحة للتعبير عن أمر ما بداخلك، ما الذي تودين قوله وإلى من توجهين حديثك؟ - أوجه حديثي إلى أصحاب القرار في الأمة الإسلامية عامة أقول لهم: ليس هناك مأساة لمسلمين على وجه الأرض توازي مأساة مسلمي الروهنجيا في أراكان بورما، لمن تتركونهم؟ شعب لا يملك أدنى مقومات الحياة، هضمت كافة حقوقه الإنسانية على مر الأزمان، أرجو أن نرى تحركات عاجلة من كل قادر على فعل شيء في سبيل النصرة ولو كان بسيطا. وأدعو الجميع إلى إغاثة اللاجئين على الحدود سريعا، ومحاولة إيجاد حلول لإيوائهم وخاصة من هم في بنغلاديش. أرجوكم ثم أرجوكم أن تتحركوا سريعا لإغاثتهم فهم في موسم أمطار، بلا مأوى، ولا دواء ولا غذاء، رمضان على الأبواب جودوا بما عندكم يا أهل الخير.