ما إن تتلبد السماء بالغيوم في محافظة الخرمة، حتى يضع أهالي قرى الحنو والقيعة والمفيصل وغثاء أيديهم على قلوبهم خشية هطول الأمطار، وتدفق السيل في وادي الخرمة، ما يعني عزلهم عن قرية ظليم التي يدرس فيها ابناؤهم، وقطع مصالحهم وخروجهم من العالم المحيط بهم، حتى تتوقف الأمطار ويجف السيل من الوادي. وأوضح سعد فرحان السبيعي أنهم بعد أن كانوا يرحبون بالأمطار وهم أطفال، أصبحوا يخشون هطولها في الخرمة، مشيرا إلى أنهم يعزلون عن العالم الخارجي حين تتدفق السيول في الوادي، ويجد أبناؤهم صعوبة في الذهاب للدراسة في مجمع ظليم التعليمي، إذ يضطرون لقطع مسافة 50 كلم عبر طريق صحراوي على الضفة الشمالية حتى يصلون لجسر الخرمة الوحيد، ومن ثم قطع 50 كلم أخرى عبر طريق صحراوي حتى يوصلوا أبناءهم وبناتهم لمجمع ظليم التعليمي لمواصلة دراستهم ليصبح ما يقطعونه 100كلم طريق صحراوي في ظل ظروف قاسية من امطار وطرق وعرة. إلى ذلك، بين فالح بن فلاح السبيعي أن طلباتهم المتكررة إلى الجهات المختصة لإنشاء جسر في هذه المنطقة لم تجد نفعا، لافتا إلى أن الوادي في هذه المنطقة لا يتجاوز عرضه 150 م وإنشاء جسر سيكون ملائما اقتصاديا لأنه سيخدم الطلبة والطالبات والمدرسين والمدرسات والمزارعين لنقل منتجاتهم ومواشيهم ويسهل الحركة لشركة الكهرباء لعمل الصيانة اللازمة خصوصا ايام فصل الشتاء حيث تكثر انقطاعات التيار، وكذلك للدفاع المدني في حالة حدوث حريق لا سمح الله ويخدم جميع الدوائر الحكومية وينعش المنطقة اقتصاديا. من جهته، أكد شجاع منير السبيعي أن المعاناة تتجدد دوريا عند هطول الامطار حيث يجبرون مكرهين على تغييب ابنائهم عن المدارس، لتدفق السيول في وادي الخرمة، ملمحا إلى أنهم طالبوا بإنشاء جسر وتلقوا وعودا من المجلس البلدي ولا يزالون يترقبون التنفيذ. بينما شكا شافي السبيعي مدير مدرسة ظليم الابتدائية من تعطل الدراسة أثناء جريان الوادي عند هطول الأمطار، لافتا إلى أنهم يخرجون جميعا لإسعاف أبنائهم الطلاب التي تحتجزتهم السيول كما حدث خلال الفترة الماضية. وقال «حين هطلت الأمطار تحركنا لإسعاف عدد من اولياء الامور التي احتجزت سيارتهم داخل الوادي ولم نترك المكان الا بعد الاطمئنان عليهم وتقديم المساعدة للمحتاجين». في المقابل، أكد رئيس المجلس البلدي سعد علي الشريف أن جسر مركز ظليم من أولويات المجلس، ملمحا إلى أن أعضاء المجلس البلدي زاروا المركز ووقفوا على المكان المزمع إنشاء الكوبري عليه، مشيرا إلى انه جرى الرفع بمشروع الكوبري في الميزانية المقبلة.