يأسرك صورة الطائفين الذين تفيض أعينهم وتمتزج بأصوات ابتهالاتهم عند تقبيلهم الحجر الأسود والمعروف بحجر الجنة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم «الحجر الأسود من الجنة». ولعل أهم ما مر بالحجر الأسود المحاط بإطار فضي والذي يرتفع نحو متر ونصف في الركن الشرقي الجنوبي من الكعبة المشرفة ويبلغ قطره ما يقارب 15 سم ويرتفع عن المطاف حوالي مترا ونصف، وطوله 25 سم، حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر 22 عاما، وردته العرب إلى موضعه عام 339ه. ويقال في لونه ما روي عن الفاكهي عن مجاهد إذ قال: (نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض)، ومما يشهد لهذا ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم». ومن ميزات الحجر الأسود أنه يشهد لمن استلمه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«والله ليبعثنه يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق»، كما أن استلامه واستلام الركن اليماني كذلك يحطان من الخطايا لقول رسول الله: «إن مسحهما يحط الخطايا». وقال مدير عام مركز تاريخ مكةالمكرمة الدكتور زهير الكاظمي: روي أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عند الحجر الاسود «والله ما أنت الا حجر أصم ولولا أنني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك .. ماقبلتك». وقال قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيي بن مساعد الزهراني: رجال الأمن الذين يتناوبون الوقوف عند الحجر الأسود يمنعون تدافع المعتمرين والزوار وينظمون حركتهم وهم مدربون ومؤهلون للتعامل مع ضيوف بيت الله الحرام باللطف والهدوء. وخلص: الدورات التأهيلية لرجال الأمن وبخاصة منسوبي قوة أمن الحرم تنمي قدراتهم بما يضمن تقديم خدمات راقية لمرتادي المسجد الحرام.