كشف إخوة فيصل اليتيم المقتول على يد كافله في الرياض، تفاصيل جديدة حول تسليم أخيهم ب(التربية) في دار الضيافة بالرياض إلى متبنيه الذي تسبب في مقتله بدعوى تخليصه من تبوله اللاإرادي، مؤكدين أن اليتيم (5 أعوام) ناشدهم باكيا أن يعيدوه إليهم بعد أسبوع من عيشه مع كافله، مطالبين بالتسريع في دفن جثمانه بعد انتهاء الإجراءات كافة. وأوضح عثمان عبدالمحسن (27 عاما) أن فيصل كان أصغر الأبناء في دار الضيافة، وحظي بالدلال بين إخوته وأخواته، لمرحه وموهبته في الرسم، معتبرا تبوله اللاإرادي ليس مشكلة، إذ التحق بهم بعد عامين من دور الحضانة، وتعلم معهم الحديث ودخول الحمام، وكان أحيانا يتبول في فراشه ولذلك كانت المشرفات يلبسنه الحفاظة أثناء نومه وعند الخروج للرحلات الطويلة. وبين عبدالمحسن أنه في الخامس من ربيع الأول الماضي أغرى الطفل فيصل بالذهاب مع والدته المتبنية إلى السوبر ماركت لشراء أي شيء بخمسة ريالات، مشيرا إلى أنه «وعلى الرغم من صعوبة قرارات التبني إلا أن هذه الأسرة يسر لها تبنيه رغم أحوالها الاقتصادية السيئة وعدم توفر بيت مهيأ لتربيته». وقال عبدالمحسن: «وكان إخوته طوال فترة الأسبوع يتوقعون أن الطفل عند أسرة صديقة يتعرف عليها فقط وليس عند أسرة بديلة للإقامة الدائمة لعلمهم بصعوبة قرارات التبني، لكن بعد أسبوع رجع فيصل في الشتاء القارص، بلا ملابس داخلية ويجهش بالبكاء ويقول لنا أعدكم ألا أتبول مرة أخرى، ودعوني أعيش معكم»، لافتا إلى أنهم حين شرحوا لمدير الدار وضع فيصل، أجاب بأن الأمر طبيعي ويحدث للكل، مؤكدا أنهم أخبروهم أن فيصل لدى أسرة في الطائف ومنعوهم من الاتصال به حتى يعتاد على وضعه الجديد. وأشار إلى أنهم لم يعلموا بنبأ وفاة فيصل إلا حين نشرت «عكاظ» الخبر بعنوان «كافل يتيم أراد تربيته فأزهق روحه»، لافتا إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية بررت إخفاءها خبر وفاة فيصل بدعوى أن النبأ له انعكاسات نفسية سيئة للمقبلات على الزواج من بنات الدار. وأضاف: لم تتوقف مأساتنا على فقدنا أخينا الصغير المدلل وحرماننا من ضحكاته مدى الحياة، بل امتدت المعاناة لنصطدم بتعطيل دفن جثمانه، فعلى الرغم من انتهاء التشريح وإجراءات الكشف على الجثة، إلا أن الطفل الفقيد لم يدفن حتى الآن»، مطالبا الوزارة بالتحري وبدقة عن الأسرة التي تريد تبني الأيتام، حتى لا تتكرر مأساة فيصل. إلى ذلك، أوضح رئيس شؤون الوفيات في إدارة الطب الشرعي في الرياض إبراهيم الدماعين أن الطفل فيصل دخل الطب الشرعي عن طريق شرطة منفوحة في 30 من شهر رجب الماضي، وتم إجراء التشريح والكشوفات المطلوبة وما زال جثمانه في الطب الشرعي. بينما أفاد الدكتور مشهور بن هليل الوقداني استشاري الطب الشرعي والمدير الطبي في إدارة الطب الشرعي في الرياض ورئيس فريق الحماية من العنف والإيذاء في صحة الرياض أن ما شاهده في حادثة مقتل الطفل اليتيم (فيصل)، يشير إلى سادية القاتل من خلال أسلوبه في تعذيب ضحيته حيث ضربه بأدوات مختلفة كالعصا وأخرى صلبة. وقال ل«عكاظ»: «وردنا خطاب من شرطة منفوحة بشأن الطفل المتوفى، وبالكشف عليه تبين أن هناك إصابات بالغة في أماكن متعددة بالرأس والبطن والعنق وإصابات داخلية وحروق في مناطق حساسة تمت في أوقات زمنية مختلفة، وكان سبب الوفاة النزف الدماغي نتيجة الارتطام المباشر». وفي السياق ذاته، ذكر الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض العقيد ناصر بن سعيد القحطاني ل«عكاظ» في حينه أن الطفل توفي إثر ضربات شديدة في مختلف أنحاء جسمه ورأسه بقصد تربيته، وحروق شديدة على عضوه لتبوله اللاإرادي، مبينا أن القاتل (33 عاما) اعترف بفعلته وأسباب قتله للطفل، مبررا بأن هدفه كان تربيته - على حد قوله. وكشف العقيد القحطاني أن القاتل متزوج، ولكنه عقيم، ولهذا تبنى الطفل اليتيم في مسكنه في حي منفوحة، وبعد أن عذبه بوسائل متعددة نقله إلى مستشفى الإيمان لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة وهو يبلغ من العمر خمس سنوات، وقد تبناه قاتله لمدة 6 أشهر.