فارق هذه الدنيا الفانية واحد من أبرز الموسيقيين العرب والذي ترك خلفه إرثا سيظل من أهم المراجع الموسيقية العربية.. نعم فعندما يأتي الحديث عن الفنان الكبير طارق عبدالحكيم فإنك ستبحر في قامة هذا الرجل العملاق الذي أبهر بإبداعاته الموسيقية كل من جلس أو استمع إليه وقد استطاع خلال مسيرته الفنية أن يقدم أنموذجا من التراث الموسيقي جعلته يحتل مكانة مرموقة في عالم الفن والجمال. فكان من أوائل الذين اهتموا بتأسيس فن له طابعه الخاص في المملكة بل هو عميد الموسيقى السعودية وتجاوز حدود بلده ليقدم نفسه كأحد عمالقة الفن العربي لتقديمه العديد من الأعمال الموسيقية لفنانين عرب كما قدم موسيقى ومارشات عسكرية في القاهرة عندما كان هناك في القاهرة يدرس الموسيقى بناء على توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز (رحمه الله) حينما طلب سموه السفر إلى القاهرة للدراسة وما كان من العميد طارق عبدالحكيم إلا الامتثال للأمر الصادر له من سموه فدرس ونال الشهادات العليا في مجال الموسيقى بكل جهد ومثابرة وتفتحت عيناه على كوامن الإبداع الموسيقي حيث جاء ليضع بصماته في وطنه.. ولم يكتف بدراسته للموسيقى بل كرس جهده بتكوين موسيقى الجيش.. وبعد ذلك تفرغ للتلحين للفنانين الذين قام بدعمهم وأبرازهم وأصبحوا الآن نجوما في سماء الفن. وارتبط الفنان طارق عبدالحكيم بالعديد من الفنانين العرب ومن أهمهم الفنان اللبناني المعروف وديع الصافي حيث تعاونا موسيقيا وقدما سويا عمل (لا وعينك) من أشعار عنترة بن شداد العبسي الذي نال نجاحا منقطع النظير. ومن النقاط المهمة في تاريخ العميد طارق عبدالحكيم أنه كان محبوبا وإنسانيا إلى أبعد الحدود فكان لا يخلو مجلسه من الفنانين كبارهم وصغارهم الذين كان يجمعهم في صالونه ويستمع إليهم ويرشدهم ويوجههم ويتبنى أغلبهم. ولد الفنان طارق عبدالحكيم وهو يخطو وفي داخله حب جارف للموسيقى، حيث تعلم عزف العود في وقت مبكر من عمره وغنى كما يقولون ببساطة لأصدقائه ومحبيه.. بعدها التحق بالسلك العسكري وأتيحت له الفرصة لتعلم الموسيقى أكاديميا وعاد إلى بلاده يحمل مشروعا فنيا وطنيا وأسس مدرسة موسيقى الجيش السعودي وقام بتوزيع السلام الوطني واستمر في تقديم الأغنيات لجمهوره ومحبيه ولعل أغنية (يا ريم وادي ثقيف) تقف علامة بارزة لهذا الفنان الذي أبدع في تقديمها ووجدت شهرة واسعة على مستوى العالم العربي كما أن له أغنيات أخرى وجدت حظها من الانتشار. رحل العميد طارق عبدالحكيم تاركا للمكتبة الموسيقية السعودية والعربية رصيدا ضخما يمكن أن يكون متحفا لمن يرغب من الدارسين.. حيث للعميد العديد من المؤلفات الموسيقية التي يمكن أن تكون عونا للمبدعين من الشباب. فالحديث يطول كثيرا عن هذا الفنان العملاق الذي كان لرحيله أثرا في النفوس التي نعته بحب صادق كما كان هو صادقا مع الآخرين، حيث لم نره البتة إلا وهو باسم تسبقه ضحكته للترحاب بك.. بل كان مؤنسا من طراز فريد لا تمل مجالسته والاستماع له .. رحم الله العميد طارق عبدالحكيم بقدر ما أعطى لبلده وفنه. من أبرز الفنانين العرب الذين تعاون معهم العميد طارق عبدالحكيم (رحمه الله) الفنان الكبير وديع الصافي والفنان فهد بلان والفنانة هيام يونس والفنانة سميرة توفيق .. وكل الأعمال التي تعاون فيها معهم كان لها أذان تمتعت بروعتها وجمال ألحانها.