خصصت المملكة ميزانية ضخمة تقدر بنحو 109 ملايين دولار للاستثمار في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، ويأتي ذلك في سياق سعيها لتحقيق مركز ريادي في هذا المجال. وتبذل المملكة جهودا حثيثة لإنتاج ثلث حاجتها من الطاقة عبر استخدام الطاقة المتجددة بحلول العام 2032. وبعد الإعلان عن هذه الخطة الطموحة والتي حظيت باهتمام إعلامي واسع، عمدت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بنشر مجموعة مستندات مفصلة توضح المشروع الوطني الهادف إلى قياس مصادر الطاقة المتجددة. وتسعى المملكة إلى إنتاج 18 غيغا واط من الطاقة الذرية و3 غيغا واط من خلال تحويل النفايات إلى طاقة و1 غيغا واط من الطاقة الحرارية الأرضية، بالإضافة إلى إنتاج 41 غيغا واط من الطاقة الشمسية و25 غيغا واط من الطاقة الشمسية المركزة و16 غيغا واط من الطاقة الكهروضوئية و9 غيغا واط من طاقة الرياح، التي يتم إنشاؤها لمحطات تحلية المياه. وتبدو هذه الخطط مثيرة للإعجاب، ولكن التساؤلات تدور عن مدى قدرة البلد الأول عالميا في تصدير النفط، والذي يعتمد كليا على مصادر الطاقة التقليدية في تحقيق هذا التحول الكبير إلى الطاقة المتجددة. وبالطبع ستكون الخطوة الأولى والأهم هي وضع جدول زمني مع خطة عمل طويلة الأمد لتنفيذ هذه المشاريع. وحول هذا الأمر، يقول كيسوك ساداموري، مدير قسم السلامة وأسواق الطاقة في الوكالة الدولية للطاقة: «إن أحد أهم النقاط التي ركز عليها تقرير المدى المتوسط لأسواق الطاقة المتجددة 2013، الذي تنشره الوكالة، هي التأثير السلبي لعدم وضوح خطة العمل في عملية الاستثمار في الطاقة المتجددة. ويتوجب على كل بلد، بما في ذلك المملكة، وضع خطة عمل طويلة الأمد تقدم إطارا عمليا يمكن التنبؤ بمراحله والاعتماد عليه في دعم نشر الطاقة المتجددة». يقام المؤتمر على مدى يومي 29 و30 سبتمبر المقبل في الرياض، ويجمع نحو 35 من أبرز الخبراء ممن سيشاركون خبراتهم في مجال الطاقة المتجددة ويناقشون أحدث الابتكارات وخطط التطوير التي تتبعها المملكة. كما يشارك في المؤتمر رشيد الزهراني الرئيس التنفيذي في شركة وادي الرياض، ويوضح رؤيته فما يتعلق بالمشاريع المشتركة والشراكات والاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في المملكة. وأكد أن العديد من المشاريع الهامة، قد تم وضعها في المكان المناسب، ولكن التحدي الأكبر الذي تواجهه المملكة يتمثل في غياب جدول زمني مفصل للتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة بطريقة واضحة وتدريجية بالإضافة إلى بطئ عملية تبني وتطوير مبادرات الطاقة المتجددة، حسب رأيه.