تختزن ذاكرة عميد أسرة المتاحمة الشيخ عبدالرحيم بن محمد المتحمي (79 عاما) العديد من المواقف والأحداث التي عاشها في شهر رمضان منذ القدم، مبينا أنهم كانوا يستخدمون وسائل بدائية للإعلان عن دخول شهر الصوم، منها إشعال النار في قمم الجبال والهضاب المرتفعة فور ثبوت رؤية هلال دخول الشهر أو عيد الفطر، حتى يشاهدها أكبر عدد من القرى والهجر، ومن ثم يعتمدون على دوي صوت المدافع في الإفطار والسحور. وقال: كان صوت المدفع قويا ويسمع من على بعد 20 كلم، وكان يسري في القرى بسرعة قصوى لعدم وجود الضجيج الذي يحدث الآن نتيجة كثافة السيارات وانتشار المصانع في كل مكان، لافتا إلى أن مائدة رمضان في السابق كانت تتكون من أطباق بسيطة. وأضاف: كان ولدي العلامة محمد بن أحمد الملقب ب«الفقيه» المتحمي لفقهه في العلم والقضاء، من الميسورين في ذلك الزمان لما يملكه من المزارع التي تعتمد على الأمطار، ويجني منها كميات كبيرة من الحبوب وهي عبارة عن الذرة والدخن، كانت قوت الناس الوحيد في ذلك الزمان، مشيرا إلى أن الأهالي كانوا يكثرون من فعل الخير خلال الشهر الفضيل على الرغم من قسوة الحياة آنذاك، متذكرا أن والده كان يضع كميات من الخمير (خبز التنور) والحلبة والتمر في صحائف ويقدمها في المسجد صدقة للفقراء والمساكين وعابري السبيل. وزاد المتحمي: أما الآن ولله الحمد أصبحنا نعيش في أمن وأمان ورغد العيش، وأصبحت الموائد الرمضانية تغص بكل ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات.