تسببت البيروقراطية والصكوك في تعطيل نحو 40 ألف منحة سكنية من منح ضاحية الملك عبدالله شمال مدينة جازان وعلى امتداد طريق محافظة صبيا، وتعد اكبر مشاريع التنمية العقارية بالمنطقة. وتقف الصكوك التي يمتلكها عددا من العقاريين والتي تظهر بين فترة وأخرى سببا رئيسا في تأخير مشروع ضاحية الملك عبدالله اضافة إلى منح امانة المنطقة والبلديات التابعة لها، وهو ما يعيق التنمية العقارية بمنطقة جازان خاصة عقب مرور هذه الحقبة الزمنية الطويلة والتي تجاوز عدد قوائم الانتظار خلالها إلى اكثر من 60 ألف طلب. وأوضح ل «عكاظ» كل من أحمد عبدالله، محمد عطيف وتركي صائغ، أن مواطني المنطقة استبشروا خيرا وازدادت فرحتهم عندما اعلنت امانة منطقة جازان عن توزيع 40 ألف قطعة على أهالي المنطقة قبل عدة سنوات، ووقف طالبو المنح بالعشرات أمام بوابات أمانة منطقة جازان حيث اشترط عليهم حضور مشهد من شيخ القبيلة او عمدة الحي يفيد ان المتقدم من ابناء المنطقة، وبعد أن أوفى المواطنون كافة الاشتراطات وبعد مرور أسبوعين، خرجت أمانة منطقة جازان بإعلان عن وقف المنح في ضاحية الملك عبدالله لوجود اعتراضات على المخطط، مما أعاد قوائم الانتظار إلى المربع الأول. وتساءل كل من هادي علي وعبدالرحمن الحريصي، عن الأسباب الحقيقية وراء تعثر منح ضاحية الملك عبدالله، وقالوا ألا تعلم أمانة جازان بأن الأرض التي أعلنت كمنح سكنية للمواطنين مملوكة لعدد من المواطنين الذين يظهرون صكوك تملك بين فترة وأخرى كان اخرها عندما ظهر صك لأحد رجال الاعمال في المنطقة والذي يدعي بتملكه جزءا كبيرا من مساحة أرض ضاحية الملك عبدالله. وأضافوا لماذا لم تدرس الأمانة المنطقة المشروع جيدا قبل الرفع به إلى المقام السامي لاعتماده كمخطط منح سكنية لذوي الدخل المحدود، منتقدين العشوائية وغياب التخطيط السليم لدى امانة المنطقة وأدى إلى تعثر مشروع المخطط السكني الجديد والذي كان بإمكانه حل جزء من أزمة الإسكان التي تعاني منها المنطقة على حد قولهم. من جهته أبدى المواطن عمر علاقي، دهشته من إيقاف امانة منطقة جازان صرف المنح لأبناء المنطقة الذين ظلوا ينتظرونها لأكثر من 30 عاما، في الوقت الذي تعلن فيه الأمانة بين فترة وأخرى عن منح سكنية لمجموعات من خارج المنطقة فيما تساءل خالد الحكمي عن الاسباب التي منعت امانة جازان من صرف المنح لأبناء المنطقة اسوة بغيرها من مناطق المملكة خاصة في ظل وجود مساحات شاسعة من الاراضي المملوكة للدولة والتي يمكن ان تستوعب الآلاف من المواطنين بدلا من وعدهم بمنحهم في مخططات تكثر حولها المشاكل. وطالب المواطن نايف عبدالله وعبدالعزيز القحطاني أمانة المنطقة بإيضاح الحقيقة بكل شفافية، خاصة أن من تقدموا بطلبات المنح قبل عشرات السنوات لم يحصلوا عليها حتى الان. وكانت «عكاظ» كشفت مؤخراً في خبر انفردت به عن عزم امانة منطقة جازان اتلاف اكثر من 200 ألف طلب للمواطنين الذين تقدموا بها على منح الضاحية بسبب أخطاء وقعت في قسمي الوارد والمنح في الامانة. فيما أوضح ل «عكاظ» المتحدث الاعلامي في امارة منطقة جازان علي زعله، أن الصكوك الشرعية محل اعتبار وتقدير من كافة الأجهزة الحكومية وفي مقدمتها إمارة المنطقة وأي مواطن يملك أرض داخل المساحة المحددة لضاحية الملك عبدالله بموجب صك مكتمل الاجراءات عليه التقديم لوزارتي الشؤون القروية والإسكان لبحث موضوعه على ضوء المستجدات والتعليمات.