اعتبر خبراء ومحللون اقتصاديون أن حزمة المساعدات التى أمر بها خادم الحرمين الشريفين مبادرة بالغة الأهمية، من حيث إسهامها فى إخراج مصر من أزمتها الحالية أو باعتبارها شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، حيث تتبعها مبادرات دعم أخرى من دول شقيقة وصديقة. وأكد الدكتور محسن طه صادق الخبير «إداري» أن المملكة تساهم بما يقرب من 19 مليار دولار «132 مليار جنيه» فى الموازنة المصرية، موضحا أن المملكة تمتلك 11 في المئة من السندات الحكومية المصرية، وأشار إلى أن الدين العام لمصر يبلغ 1.2 تريليون جنيه وال 11في المئة التي تمتلكها المملكة تمثل ما يقرب من 132 مليار جنيه، وأن هذة السندات بضمان الحكومة المصرية . وأكد الدكتور محسن أن الناتج المحلي المصري يبلغ 420 مليار جنيه، وبحساب امتلاك المملكة لتلك السندات إذن فإن المملكة تمتلك ربع الناتج المحلي لمصر. وأوضح أن مصر تعاني أزمة اقتصادية لأن المطلوب وعلى وجه السرعة، توفير 3 ملايين فرصة عمل، وأن الفرصة الواحدة تكلف 50 ألف جنيه، إذن فمصر تحتاج حوالى 80 مليار دولار للخروج من أزمتها الاقتصادية الراهنة نهائيا، لأن المطلوب من أي رئيس يحكم مصر توفير ثلاثة أشياء هامة أولها: الأمن، ثم المأكل والمشرب، وأخيرا الوظيفة، وهو ما فشل فيه الرئيس محمد مرسي لذا قامت المظاهرات تطالب بعزله، ولا يمكن لرئيس دولة أن يتجاهل أي من المشكلات الثلاث، وأن احتياج مصر للأموال يأتي لتشغيل المشروعات، والبدء في تسديد الدين المحلي البالغ 1.3 تريليون جنيه. وحول احتياج مصر للخروج من الأزمة الاقتصادية قال: لا سبيل أمام المصريين إلا الإنتاج والعمل من أجل توفير احتياجات السوق المصرية، والتصدير للخارج، وأن على الحكومة حل كل المشكلات التى تعوق العمل، وتشغيل الطاقات المهدرة لأن أي مساعدات مالية هى مجرد حلول مؤقتة فقط لكن العمل والإنتاج، هما السبيل الوحيد لنهضة مصر . وحول دور المساعدات السعودية فى تخفيف حدة الأزمة، أكد صادق أن حزمة المساعدات السعودية لمصر بكل تأكيد تساعد على تخفيف حدة الأزمة، وتسهم بشكل مباشر فى تنفيذ خطط التنمية، ولا يخفى على أي متابع الدور الكبير الذى تقوم به المملكة لدعم الاقتصاد المصري، لأنه عندما تتحرك المملكة تتحرك باقي دول العالم لدعم ومؤازرة الاقتصاد المصري . وأكد أن المملكة تقوم بدور محوري وهام عالميا ودائما وأبد تكون أول من يمد يد العون لأبناء مصر. ويقول الدكتور محمد أحمد رشوان مدير الاستثمار والتسويق الأسبق في بنك مصر، والمحاضر المصرفي أن المساعدات التى قدمتها المملكة لمصر تؤكد أن المملكة ومصر سيظلان نموذجين للعلاقة ذات الخصوصية. ويضيف أن المبادرة التى قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ستساهم فى تحسين مناخ الاستثمار في مصر، وسيسهم المناخ الجديد والاستقرار فى زيادة الإنتاج، وعمل ماكينة الإنتاج، وربما تنهض مصر بفضل حزمة المساعدات السعودية، لأنها بالفعل ستساهم فى دفع الاقتصاد ليظل قادرا على مواجهة التحديات، ويبتعد عن مشاكل القروض وفوائدها التى تأكل الأخضر واليابس . وأنه ليس بمستغرب على الإطلاق تلك المبادرة التى جاءت فى توقيت تعاني فيه القطاعات الاقتصادية في مصر. وأضاف، أن حزمة المساعدات البالغة 5 مليارات دولار ستساعد على ثبات الجنيه المصري وعدم انهياره، وسوف تنعش الاقتصاد بشكل تام، ثم أن امتلاك المملكة 11 في المئة من السندات الحكومية المصرية دليل أيضا على مواقف المملكة تجاه مصر، وأن المملكة لم تتوان يوما عن دعم الاقتصاد المصري .