وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتقديم حزمة من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري لمواجهة التحديات التي يواجهها حاليا، يبلغ حجمها الكلي خمسة مليارات دولار وذلك على النحو التالي: مليار دولار منحة نقدية. مليارا دولار منحة عينية تتمثل بمنتجات بترولية وغاز. مليارا دولار وديعة لدى البنك المركزي بدون مصاريف تمويلية. صرح بذلك معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف.
الرئاسة المصرية وسياسيون واقتصاديون ل عكاظ: الدعم السعودي محل تقدير الشعب المصري واستمرار للتعاون بين الأشقاء شوقي عبدالقادر، أيمن باهي، أشرف مخيمر، أحمد السيد (جدة، القاهرة) أعربت الرئاسة المصرية عن بالغ تقديرها كمؤسسة وشعب، لموقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم مصر خلال هذه المرحلة الحرجة من مسيرتها الديمقراطية. وقالت الرئاسة المصرية إن هذا الموقف غير مستغرب على المملكة ذات الباع الكبير في دعم الدول العربية وفي مقدمتهم مصر، معتبرة أن هذا تجسيد واستمرار للتعاون القائم بين مصر والمملكة. كذلك ثمن العديد من الخبراء والمحللين السياسيين موقف المملكة ودعمها لمصر ومساعدتها في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها في الوقت الراهن، مؤكدين أن تاريخ المملكة ومصر ممتد عبر التاريخ، وأشاروا إلى أن مواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحظى دائما وأبدا بمكانة وتقدير كبير لدى مختلف فئات الشعب المصري. وقال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الأعمال المصري السعودي الأسبق: «لم نندهش في مصر على الإطلاق من موقف خادم الحرمين الشريفين الذي بادر دون طلب رسمي بتقديم هذه المنحة إلى مصر، ليقدم بذلك نموذجا ملموسا ومتجسدا على متانة العلاقات والروابط العربية». فيما أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق، والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب أن مواقف الملك عبدالله تنم بصفة دائمة عن الفهم العميق للدور الريادي الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي. وقال الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق إن هذه المبادرة الطيبة تضاف إلى قائمة المواقف النبيلة والمشرفة، من خادم الحرمين الشريفين والتي تنطلق من ما يشعر به من معاناة مصر في هذه الأيام العصيبة. كذلك قال الخبير السياسي الدكتور إبراهيم البحراوي إن العلاقة بين المملكة ومصر ممتدة عبر التاريخ ولا ينكر أحد مواقفهما المشرفة عبر التاريخ، مدللا على ذلك بموقف المملكة ووقوفها بجانب شقيقتها في حرب أكتوبر عام 1973، مشيرا إلى أن مواقف خادم الحرمين الشريفين وحبه لمصر يعرفها الجميع، والذي أعلن أكثر من مرة استعداد المملكة لتقديم كافة صور الدعم والمساعدة لشقيقتها مصر. وأشار البحراوي إلى أن دخول ال5 مليارات دولار في خزينة مصر سيكون له بالغ الأثر في دعم الاقتصاد المصري ورفع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار في الوقت الذي يواصل فيه الدولار والعملات الأجنبية ارتفاعها الجنوني أمام الجنيه المصري.
.. وخبراء سعوديون يشرحون ل عكاظ تأثير الدعم السعودي على الاقتصاد المصري: دعم قيمة الجنيه والمركز المالي للبنك المركزي.. ورفع المعاناة عن الشعب عمرو عبدالواحد، أيمن السهلي (جدة) ثمن مجموعة من الخبراء والمحللين الاقتصاديين في المملكة توجيه خادم الحرمين الشريفين بدعم الاقتصاد المصري ب 5 مليارات دولار، مؤكدين ان إنسانية الملك دائما ماتكون سباقة لسد حوائج الشعوب الاسلامية والعربية في إشارة صريحة لما تكنه المملكة من محبة واخلاص وتفان وبذل لما في وسعها للحفاظ على وحدة وترابط الامة الاسلامية والعربية. وأكد المحلل الاقتصادي فضل البوعينين ان ما قدمه خادم الحرمين الشريفين يؤكد التزام المملكة بمحيطها العربي ومساعدة الاشقاء خاصة في مثل هذه الظروف التي تحتاج الى مساعدة مباشرة ليس للحكومة المصرية فحسب بل للشعب الذي بات يعاني من تدهور الاقتصاد وانخفاض الدخل وتدهور الجنية المصري لاسباب نقدية. واضاف: ان حزمة المساعدات السعودية تعاملت مع 3 محاور اساسية وهي المساعدة المباشرة من خلال تقديم الدعم النقدي ومصر في امس الحاجة لها حاليا، بما يعينها على توفير الاحتياجات الاساسية خاصة الاحتياجات الغذائية. وأشار فيما يتعلق بالمساعدة العينية بمنتجات البترول والغاز «مصر تعاني من انقطاعات مستمرة في الكهرباء لاسباب مرتبطة بعدم توفر الوقود اضافة الى ذلك فهناك نقص حاد في الغاز وما ستقدمه المملكة سيسد حاجة مصر من الوقود وسيساعد في معالجة انقطاعات الكهرباء وعدم توفر الغاز والوقود بأنواعه». وفيما يتعلق بالوديعة قال البوعينين: في الغالب يؤدي انخفاض النقد الى تدني قيمة العملة المحلية ومن هنا تأتي الوديعة السعودية لتدعيم الجانب النقدي في البنك المركزي خاصة وأنه لن يترتب عليها اي مصاريف من قبل الحكومة المصرية وهذا يعني دعما للجنيه المصري ودعما للمركز المالي للبنك المركزي، مشيرا الى أن حزمة المساعدات السعودية تعد من اهم المساعدات المقدمة الى مصر في ظروف حرجة هي في امس الحاجة لها وهي ظروف في الغالب تمتنع فيها الدول المانحة عن تقديم المساعدات لاسباب مرتبطة بالاستقرار وادارة الاقتصاد. من جهته، أكد المستشار والخبير الاستراتيجي الاقتصادي د. فؤاد بوقري، أن المملكة تعتبر من أكثر دول العالم التي تقدم معونات للدول الصديقة الاسلامية والعربية وهو ما أكد عليه الصندوق الدولي، وانسانية خادم الحرمين الشريفين سباقة دائما لمساعدة وقضاء حوائج الناس، مشيرا الى ان المبادرة قدمت بشرائح مختلفة منها مباشر ومنها دعم عيني لسد حاجة شعب مصر من المعاناة اليومية التي يعانيها من نقص السولار والبنزين وبالتالي رفع عنهم هذه المعاناة وهي خير مساعدة في الشهر الكريم. اما المعونة المباشرة فقد تمثلت في المليار دولار لتدبير احتياجاتهم المباشرة السريعة وفيما يخص الملياري دولار الاخرى والخاصة بدعم البنك المركزي المصري أضاف د. فؤاد «هذه المعونة هامة جدا لسد العجز الموجود في الخزينة ما سيكون عونا مباشرا وغير مباشر للاقتصاد المصري». وأشار المحلل الاقتصادي د. حبيب تركستاني إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين ليست بغريبة عن المملكة لدعم شقيقتها مصر في ظل الاحتياجات الاقتصادية الملحة منذ ثورة 25 يوليو الماضية، حيث هبط التصنيف الائتماني لمصر كثيرا عن واقعه قبل الثورة، وهذه المساهمة السعودية قد تفتح الباب امام دول اخرى وتشجعهم على المساهمة في دعم مصر، ولعل هذا الدعم قد يعيد النظر في ان تستمر منهجية الدعم من الجميع. واشار د. حبيب الا ان الملياري دولار العينية ستسهم بشكل مباشر في حل مشكلة الغاز والسولار ما سيعيد التوازن لهذا السوق الهام. واضاف ان وديعة الملياري دولار في البنك المركزي بدون مصاريف تمويلية ستدعم البنوك والمصارف المصرية من اجل الايفاء باحتياجاتها التي ستنعكس بلا شك على الودائع والاستثمار والمشاريع. و عبر المستشار الاقتصادي حمزة بكر عون عن أن هذا الدعم له انعكاسات كبيرة على الازمة الموجودة حاليا في مصر وستساهم في حلها وهذا يعكس حرص المليك حفظه الله على تجاوز مصر للازمة الحالية والوقوف الى جانبهم ودعمهم. واشار الى ان حزمة المساعدات ستوفر حلولا للعديد من المشاكل التي تعاني منها مصر حاليا فالدعم النقدي سيسهم في توفير الاحتياجات الاساسية والغذائية، ومنتجات البترول والغاز ستسهم في معالجة انقطاعات الكهرباء والناتجة عن عدم توفر الوقود فيما ستسهم الوديعة في دعم الاقتصاد المصري.