تشهد اسواق الخضار إقبالا كبير على شراء أنواع معينة من الخضروات في الشهر الفضيل، وتتجه الانظار عادة الى البقدونس والكزبرة والجرجير والبصل الأخضر والكراث والنعناع حيث يزداد الطلب عليها أكثر من 200% مقارنة بالأيام العادية. والسبب في الزيادة هو دخول هذه الخضروات في مكونات الأطباق الرئيسية في رمضان لدى العديد من الأسر وبالذات في «السمبوسة» التي تحظى بنصيب وافر في الموائد الرمضانية. كشفت جولة ميدانية مصورة ل«عكاظ» في سوق عتيقة للخضار بمدينة الرياض عن استعدادات تجار وموردي الخضروات لتأمين كميات كبيرة من الخضروات تحسبا للطلب المتوقع، كما كشفت الجولة عن طريقة بيع تجار الجملة والموزعين لها والأرباح التي يجنونها منها على الرغم من اسعارها الزهيدة التي قد لا يراها البعض شيئا مجزيا. في البداية، تحدث محمد رجب (مصري) الجنسية حيث يقول إنه يقوم بإحضار حمولة وانيت بشكل يومي من مزرعة كفيله لسوق عتيقة للخضار ويبيعها على بعض اصحاب محلات الخضار المعروفين في عتيقة بأسعار تراوح بين (40-45) هللة للحزمة الواحدة. أما عن كمية الحمولة الواحدة فذكر أنها تراوح بين (8000-10000) حزمة يوميا تتنوع ما بين نعناع وكراث وخس وجرجير وبقدونس وكزبرة وبصل أخضر. وذكر أنه لا يجد اي صعوبة في توزيعها حيث انه عرف زبائنه ويقوم في العادة بتوزيع الكمية في أكياس كبيرة في المزرعة و يخصص كميات متنوعة لكل صاحب محل على حسب طلبه. ويتحدث أحد أصحاب المباسط في عتيقة ويدعى (أبوصالح) ويقول إنه يقوم بشراء (600) حزمة متنوعة يوميا بمبلغ (40) هللة للحزمة الواحدة ويقوم بتصريفها يوميا على الزبائن وبيعها بحوالى (ريال) واحد تقريبا وينقص المبلغ تقريبا في حالة شراء الزبون كميات كبيرة. ويضيف أنه يقوم أحيانا بتنظيف هذه الحزم ورشها بالماء كل فترة ووضعها في اكياس مبللة حتى لا تذبل ويقوم بعرضها بطريقة جيدة وجاذبة للزبون. من جهته، يؤكد محمد عزيز (أحد أصحاب مباسط الورقيات) أن الاستثمار في الوقيات مجد بالنسبة له، ويؤكد أن الارباح الصافية له تقريبا في اليوم الواحد ما بين (250-450) ريالا تقريبا، ويضيف أن افضل اوقات البيع له هي في اشهر الصيف تقريبا وكذلك في شهر رمضان المبارك. من جهته، يرى محمد الدوسري (أحد الزبائن) أن أسعار الورقيات معقولة وغير مكلفة ولا يرى ان هناك تلاعبا كبيرا في اسعارها كما يحدث في بعض الانواع الاخرى من الخضار والفواكه كالطماطم والكوسة والجزر والحبحب والشمام مثلا فأسعارها احيانا تصل لأضعاف مضاعفة دون معرفة السبب. ويضيف أنه يحرص على شراء الورقيات بشكل شبه يومي نظرا لارتفاع قيمتها الغذائية وقلة سعرها، كما يضيف أن الأسعار وإن تضاعفت فهي في العادة لا تتجاوز الثلاثة ريالات للحزمة الواحدة في اوقات الموسم وهذا غير مقلق بالنسبة له ومقدور عليه بحسب وصفه. في حين يرى فهد العجلان (أحد المزارعين والمستثمرين في زراعة الورقيات) أن الاستثمار غير مجد كثيرا بالنسبة له حيث بالكاد يغطي مصاريف العمالة والمياه والبذور ومصاريف القطف والنقل. ويرى أن الهدف من زراعة الورقيات هو إضافة دخل إضافي ولا يمكن ان يعتمد عليه كدخل اساسي، ويرى أن ربحية التاجر أفضل بكثير من ربح المزارع.