بعد أن قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء الاختبار الوزاري الذي كان في السابق يحدد مصير الطالب ويعتبر كابوسا لطالب الثانوية نظرا لصعوبة أسئلة الوزارة التعجيزية ومن ثم يقذف به إلى تخصص في الجامعة لا يلبي طموحاته العلمية، وكان المخرج الوحيد لذلك المأزق هو تجميع أكبر قدر من الدرجات في النصف الأول الذي لاتشرف عليه الوزراة. بذلك يصبح معدله مقبولا نوعا ما ويمكن من خلاله تأمين مقعد جامعي ولكن دون اختيار التخصص فيقبل الطالب بالأمر الواقع ويبدأ رحلة الدراسة الجامعية التي يرغم فيها على التخصص بسبب الاختبار التعجيزي للوزارة الذي يختصر سنين دراسة الطالب من الابتدائي إلى الثانوي باختبار واحد فقط يحدد مصير السنوات الماضية، وبعد اكتشاف سلبية هذا النظام قاموا مشكورين بتغييره وأصبح بمعدل تراكمي من الصف الثاني الثانوي إلى صف الثالث الثانوي من دون اختبار وزاري مما جعل الكثير من الطلاب يحققون نسبا عالية جدا وأصبحت نسبة 100 % نسبة تتكرر على المسامع نتيجة تعاطف المدرسين مع الطلاب، فيضعون لهم أسئلة متواضعة لكي لا يوقفوا حجر عثرة في طريقهم، ولكن وجدوا عقبة أقوى وأشد من العقبة الأولى وهو الاختبار التحصيلي الذي يختصر جميع مراحلك الدراسية باختبار واحد فقط بنفس أنظمة الوزراة أسئلة تعجيزية مقارنة بمنهاج الوزارة ومقارنة بعدم جودة معظم المعلمين، فالاختبار التحصيلي يعتمد بشكل كبير على اللغة الإنجيلزية، وهي ضعيفة جدا في مدارسنا، فكيف تريد من الطالب أن يحقق نتائج جيده في هذا الاختبار، والأدهى من ذلك هو تقسيمة بعض الجامعات تقسيمه للنسب الموزونة فدرجات الثانوية عليها فقط 30 % و30 % اختبار القياس والباقي اختبار تحصيلي، وفي هذا التقسيم غبن للطالب. كيف يستطيع الطالب الإبداع في دراسته وهو أرغم على تخصص لا يريده، فنصف الإبداع يأتي عندما تحب ما تفعله ونصفه الآخر بمجهودك فتتحقق معادلة الإبداع. نتمنى من مسؤولي التعليم أن ينصفوا الطالب ويحاولوا قدر المستطاع أن يشدوا على يديه ويهيئوا له طريق الإبداع. نواف أحمد الحربي