كما كان متوقعا رصدت جولات «عكاظ» حالات غياب في أول خميس عمل في رمضان وحالة من الهدوء في عدد من الدوائر الحكومية، فيما شدد العديد من مديري الادارات الحكومية على أهمية عدم تغيب الموظفين في شهر رمضان وعدم التأخير، وذلك لإنهاء جميع معاملات المواطنين والمقيمين في الوقت المناسب، مع جدولة الإجازات السنوية التي صادفت شهر رمضان المبارك بما لا يؤثر على سير العمل في تلك الجهات. وتكرر مشهد بعض الموظفين بالمكاتب وهم يتداولون بعض ما جاء من مسلسلات وبرامج أو زيارات الأهل في أول يوم من رمضان، فيما كان البعض يحسب الوقت لانتهاء ساعات الدوام، في حين خلت مكاتب أخرى من موظفيها إما بسبب إجازة سنوية أو مرضية أو غياب كما هو معتاد في رمضان. في جدة أمام مبنى التأمينات الاجتماعية خلت بوابة القسم النسائي من المراجعات، ووجود مراجعين قلة على استحياء أمام بوابة القسم الرجالي. وخرج عبدالعزيز الزهراني أحد المراجعين الذي استوقفناه أمام إحدى الدوائر الحكومية صفر اليدين يضرب كفا بكف فمعاملته لم تنجز بسبب تغيب الموظف في اجازة مرضية بحسب ما سمع من أصدقائه، وأضاف الغامدي أنه كان موظفا سابقا بإحدى الدوائر الحكومية وهو معتاد على مثل هذه المواقف خصوصا في رمضان، حيث يستغل أغلب الموظفين اجازة نهاية الاسبوع في رمضان في السفر الى ذويهم المتواجدين في مدن خارج مقار أعمالهم وتناول الإفطار بجانب الأهل والأقارب. وفي مرور جدة ذهب بركات العرياني ليراجع بعض الأمور المتعلقة بمركبته ولكنه لم يتعود بعد على دوام الخميس المرتبط في ذهن الجميع بأنه إجازة، فيما كان مبنى الخدمة المدنية شبه خال. وفي الدمام لم يسجل مراجعو الادارات الحكومية اول خميس عمل في رمضان أي ملاحظات جوهرية على أداء العاملين في الأجهزة الحكومية الخدمية فيما اشتكى البعض من الزحام في بعض المواقع مثل الجوازات والمستشفيات. وقال عدد من المراجعين: إن دوام يوم الخميس الاول في رمضان والصيام لم يؤثر بشكل كبير على أداء الجهات الحكومية، فيما ألمح البعض إلى وجود نقص في عدد الموظفين في بعض الدوائر الحكومية بسب الاجازات السنوية التي يفضل البعض التمتع بها في شهر رمضان المبارك. سالم الشهري قال إن عمل الجهات الحكومية لا يختلف كثيرا في شهر رمضان المبارك عن غيره من الايام الاخرى سوى ان هناك عدد ساعات عمل أقل وموظفين أقل وذلك بسبب تقليص ساعات الدوام والإجازات. ومن جانبه قال المواطن صالح الاحمد إن إقبال المراجعين في شهر رمضان يكون بأعداد قليلة مقارنة بالاشهر الاخرى، كما ان للحرارة دورا كبيرا في عدم حضور العديد من المراجعين والبعض يفضل إعطاء معاملاته للمخلصين والبعض الآخر يؤجلها إلى ما بعد شهر رمضان الكريم. وفي بريدة شهد يوم أمس تواجد الموظفين الذين على رأس العمل وكان حضور المراجعين في كثير من الادارات أقل بكثير من يوم أمس الأول الأربعاء الذي صادف بداية رمضان باستثناء مراجعي الجوازات ومكتب العمل. عن الغياب الملحوظ في عدد من المكاتب قال أحد مسؤولي الادارات: جرت العادة أن يتم تقسيم الاجازات في الصيف والذي لم يستطع ان يتمتع بها في شعبان قدمها في رمضان وهناك تغطية وفق النظام ولكن الرغبات في الاجازة في رمضان كبيرة. وفي مستشفى بريدة المركزي كانت عياداته الخارجية تنتظر المراجعين من المرضى الذين غابوا رغم حضور الاطباء والكوادر المساعدة وقال احد الموظفين في المستشفى: مساء الاربعاء كان الحضور كبيرا جدا ولكن نهار الخميس كان العدد قليلا لعدة اعتبارات كون اليوم الخميس اول يوم عمل غير معتاد للكثير من المراجعين وثانيا أن المراكز الصحية تغطي يوم امس وثالث الأمور الحرارة الشديدة. التزام بعمل الخميس رغم الصيام والحر وفي الرياض يقول يوسف العصيمي موظف في الضمان الاجتماعي: إن العمل في رمضان متعب بسبب السهر ولكن الأهم بالنسبة لنا هو أداء واجبنا تجاه المراجعين وانجاز المعاملات مشيراً الى ان العمل يسير بشكل طبيعي دون غيابات تذكر من المواطنين خاصة أن العمل يبدأ في القطاع الحكومي الساعة العاشرة ولمدة خمس ساعات فقط. وقال خالد الهويدي كاتب أمام الادارة العامة للجوازات أنه أنجز اليوم ما يقارب عشرة خطابات للمراجعين وأن الازدحام كبير أمام الادارة من المواطنين والمقيمين لإنجاز المعاملات والأهم هو تقسيم العمل ليكون صباحاً ومساءً لإنجاز أكبر قدر من المعاملات، مضيفاً ان السعوديين بدأوا التعود على عمل الخميس. وأضاف مشعل العبدالقادر ممرض أن العمل في يوم الخميس صعب خاصة اننا تعودنا عليه انه كان اجازة، مشيراً الى ان المركز يؤدي عمله بشكل طبيعي وأن هناك مرضى خاصة المصابين بالسكر وكبار السن. وأكد مرضي الحسيني أن على الجهات المختصة مراقبة أداء الموظفين وسرعة إنجاز المعاملات ومنع الغياب والتسيب لتعطيل مصالح الناس وعدم التعذر بالصيام، مشيراً الى ان هناك سرعة في إنجاز المعاملات بالنسبة للغرف التجارية والمؤسسات الخاصة.