ظل جبل المدافع في مكةالمكرمة المتاخم للمسجد الحرام صامدا برغم تغير المنطقة المجاورة بعد ان شملتها حركة تغيير جذرية على خلفية المشاريع التطويرية التي احاطت بالمسجد الحرام.. اهالي مكةالمكرمة يتساءلون عن سر بقاء الرمز برغم تقادم السنين وتطورات الجغرافيا.. حيث اصبح الموقع صديقا حميما لهم وتزداد الصداقة معه بدخول الشهر الكريم يستمتعون بصوته كل يوم. مدفع رمضان الذي اصبح رمزا لأهالي مكةالمكرمة حيث اعتادوا خلال (50) عاما خلت على سماع صوته والتعايش معه حيث يدوي الصوت إيذانا للصائمين بالإفطار، وتعلق الكبار والصغار بذلك الصوت الذي ظهر قبل المكبرات الصوتية لدرجة أن الكثير من الصائمين يمتنعون عن الإفطار حتى سماع صوت المدفع الذي يرتبط ظهوره بهلال الشهر وغيابه. وأصبح المدفع الرمضاني يربط ما بين الصائم وأذان المغرب، ويظل صامتا طوال العام ويبدأ في الكلام مع اطلالة الشهر الفضيل. المدفع يتم تجهيزه بالذخيرة اللازمة والقذائف الصوتية التي يتم استخدامها طيلة الشهر حتى أول أيام عيد الفطر المبارك حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخرى عند دخول وقت السحور وطلقتين للإعلان عن الإمساك يوميا بإجمالي 120 طلقة طوال الشهر. وارتبط اسم الجبل الواقع عليه مدفع رمضان بنفس اسم المدفع وأطلق عليه سكان مكةالمكرمة (جبل المدافع). ابراهيم يوسف يقول: اعتدنا سماع صوت المدفع وارتبطنا به وجدانيا. ومن جانبه يضيف زياد الصبياني انه اعتاد هو وابناؤه في كل عام سماع صوت المدفع فهو أحد أبرز سمات رمضان في مكةالمكرمة «ولا يمكن أن نتخيل أن رمضان سيحل دون المدفع، وعادة تتسابق بعض الأسر فوق أسطح مبانيها القريبة من جبل المدافع لمتابعة لحظة انطلاق الصوت الاثير».