دهن العود والبخور في رمضان توأم لا يفترقان، لا يخلو بيت منهما ويفوح عبقهما من صحن المسجد كما أن أجساد الناس لا تخلو من رائحتهما العبقة فهم يتطيبون بهما في المساء ومنهم من يحمله ليعطر الناس بأجمل رائحة. العديد من المظاهر الجميلة أصبحت عادة لا تفارق الناس، ويحرصون على التمسك بها ولعل الطيب والبخور والعود هو الإشارة العلنية عن دنو الشهر الفضيل، ويعمد الرجال من بعد الإفطار وحتى صلاة التراويح إلى التطيب بالعود وتتكثف روائح العود والعنبر والزهور عندما تحرك المصلين إلى المساجد لأداء الصلاة وهناك من يقف عن الباب ليوزع طيبه على الآخرين. وجاء ارتباط المجتمع السعودي بدهن العود والبخور في شهر رمضان الكريم منذ زمن قديم، حيث تشتم رائحة البخور في كل منزل وفي كل حي، وكل مسجد، وفي الأزقة، ومازالت المظاهر الرمضانية مستمرة حتى وقتنا الحاضر، بعضها تلاشى واختفى، لكن دهن العود والبخور بقيا صامدين أمام تداعيات الزمن. ويقول محمد الزهراني إن دهن العود والبخور الخشبي يحبهما الناس ليس لأنها عادة اجتماعية في رمضان بل لأن فيهما إحساس ديني، وقال «نفضلهما أكثر من العطورات الباريسية، العادة قديمة جدا وستستمر ليورثها الأبناء».