حولت أربع غابات آسيوية «العود» إلى صناعة وطنية تجد رواجا كبيرا داخل السوق السعودية، وتراجعت إلى حد كبير فرص العطور الباريسية، حيث تعد المملكة أكبر مستهلك للعود ومشتقاته على مستوى العالم، بحجم استهلاك سنوي يصل إلى 2.8 مليار ريال، مقابل 800 مليون ريال في بقية دول مجلس التعاون الأخرى، حسب نائب رئيس الشركة العربية للعود عبدالله الدويش، الذي أشار إلى أن نسبة النمو السنوي للعود فى السوق السعودية تبلغ 15 %، وبرر تلك الزيادة بارتفاع المناسبات الاجتماعية في البلاد، التي يستحوذ فيها الشباب الأقل من 25 عاما على نسبة 60% من السكان، وهو ما يعني أنهم مقبلون على الزواج، وبالتالي اقتناء العرائس هذه المنتجات كضروريات للحياة. ويشير الدويش إلى أن الشركة تصنع منتجات العود من أخشاب تلك الغابات، وهو ما انعكس إيجابا في خفض سعر العود أمام المستهلكين، وزيادة معدل الجودة به مقارنة بالمستورد، موضحا أن أسعار العود حاليا أقل من أسعار الأعوام الماضية بنسبة 50 %، حيث يتم إعادة تصنيع أخشاب العود ومشتقاتها مثل «المعجون، والمبثوث، ودهن العود» بالإضافة إلى إنتاج عدد من العطور الشرقية التي تناسب البيئة الخليجية. ويعد استخدام العود في السعودية والخليج جزءا لا يتجزأ من شخصية المواطن الملتزم بالتراث والعادات الأصيلة، ورمزا في الثقافة الخليجية والمحلية، حيث يستخدم بكثرة في المناسبات الدينية والأعياد والأفراح، كما أن العود هو أحد الجوانب الدالة على إكرام الضيف، ومن مظاهر الاحتفاء به أثناء الزيارة، وهناك العديد من الشعوب التي يتمتع فيها العود بمكانة خاصة، حيث يرتبط إما بثقافتها أو طقوسها الدينية أو العادات والتقاليد، فاليابانيون يستخدمونه لإحياء طقوسهم الدينية، والهنود كانوا يستخدمونه قديما لتعقيم غرف العمليات. ويتمتع العود العربى بالرائحة الذكية التي تنتشر في الجو وتضفي على المكان مزيدا من الانتعاش، وتدوم رائحته طويلا بعكس غيرها من أنواع البخور، كما يعد من أثمن الهدايا التي تقدم في المناسبات بين شرائح المجتمع المختلفة. ويأتي الرقم الضخم لاستهلاك السعوديين، خاصة النساء، من العطور والبخور، امتدادا لطبيعة حضارية، حيث اهتمت المرأة الخليجية بالبخور حتى أصبح التطيب أحد مظاهر حياتها اليومية، وتختلف العطور الخليجية عن غيرها من العطور في جاذبيتها وأصالتها، وتفضل المرأة الخليجية دهن العود وهو أشهرها، وعرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك، وعرق الحنة، وهب النسيم، والياسمين، وعطر النديم وغيرها. وتشير عدة دراسات عربية وأجنبية إلى أن للطيب دورا كبيرا في حياة الأسرة العربية، فقد استعملوه في شتى المناسبات، السعيدة منها والحزينة، وفي العصر الإسلامي ازداد اهتمام العرب بالطيب، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يحث أهل بيته على استعماله، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» .