لا تذكر اسم المسجد الحرام حتى يرتبط بوجدانك وخيالك أصوات مقرئيه، أئمته، ومؤذنيه. هذه الاصوات التي ترتفع الى عنان السماء مطلقة صوت الحق والفضيلة ونداء الاسلام. لعل الناس لا ينسون صوت المؤذن علي ملا الذي صدع بالحق قرابة اربعة عقود. بدأت رحلة ابن مكةالمكرمة الشيخ علي ملا مع الأذان منذ كان شابا يافعا في أروقة المسجد الحرام، فبلغ صوته وحنجرته أصقاع الأرض، وباتت جبال وأودية مكةالمكرمة تردد صدى صوته. يروي ل«عكاظ» جانبا من حياته الاجتماعية الخاصة اذ لا تختلف كثيرا عما يعيشه عموم أهل المجتمع المكي. وأوضح أنه يحن إلى رمضان الماضي ويرجع ذلك إلى استعداد الناس له بشغف واهتمامهم الكبير، مبينا أن الحياة الحالية ما زالت جميلة خصوصا في ناحيتها الاجتماعية. ولفت إلى أن مجال عمله في الأذان لا يختلف كثيرا في رمضان، إذ يقتسم الأذان مع المؤذنين بحسب الجدول المعد، مفصحا عن بعض المواقف المؤثرة كانتظار الناس له ورغبتهم في الأذان والصعود إلى المكبرية. * في البدء نود أن نتعرف على الصعوبات التي تواجهك كمؤذن للحرم.. ما أبرز الصعوبات في عملكم؟ ** ليست هناك صعوبات ولا اختلاف في عملنا بين الماضي والحاضر.. نأتي إلى المكبرية للأذان قبل ساعة تقريبا احتياطا من الازدحام الناشئ عن موسم العمرة، خصوصا في العشر الأواخر وصلاة للتهجد، وهناك جدول للمؤذنين ولا توجد أي اختلافات أو صعوبات. * هل تواجهون عقبات من المعتمرين من الخارج ممن يحرصون على السلام عليكم؟ ** معروف أن إمام أو مؤذن الحرم تشتاق الناس للسلام عليه، والحقيقة لا تسمى هذه عقبة بل نسلم على الناس بصورة عادية، ونقابلهم وهم يسعدون بذلك. * وما الذي يأسرك ويؤثر عليك من مظاهر وصور رمضان؟ ** الأمور الاجتماعية أكثر ما يجذبني إذ يتميز شهر رمضان بتنوعها، فيعجبني السهر والاجتماعات العائلية وتفقد الأحوال بين الأرحام، والزيارات المختلفة، والحقيقة أجمل الأوقات في رمضان تلك التي نقضيها في الحرم. * هل هناك اختلاف بين رمضان الحاضر والماضي؟ ** نعم.. هناك اختلافات فرمضان الماضي كان الأهالي يستقبلونه باستعدادات كبيرة، سواء بترتيب البيت أو إعداد المأكولات الخاصة، كما العيد، أما الآن فلا يحضر أو يستعد له كما كان في السابق. معتمرون ومؤذنون * بحكم مشوارك مع الأذان في المسجد الحرام.. لو ذكرت لنا موقفا مؤثرا واجهته. ** ليس هناك موقف بعينه ولكن أجد من ينتظرني حتى يرافقني إلى المكبرية، وهناك من يأتي من خارج المملكة ويقول أنا أؤذن مثلك، والبعض الآخر يريد الصعود إلى المكبرية، وآخرون يطلبون مني السماح لهم بالاذان. * كلمة أخيرة توجهها للمسلمين في هذا الشهر. ** أسأل الله أن يجعل رمضان شهر خير وبركة على الأمة الإسلامية، وأن يحسن أحوال المسلمين، وأن يوفق الجميع.. كما أنصح عموم المسلمين بإعطاء رمضان حرمته واستغلال فضائله وأيامه ولياليه.