أكد لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق والمنتقل حديثا من التعاون محمد الراشد، أنه تنازل عن عقود ضخمة وصلته من أندية الرائد والفيصلي والفتح وهجر في السابق من أجل عيون وخاطر الاتفاقيين، وذلك بسبب رغبته في العودة لتمثيل فريقه الأصلي الذي انطلق منه، والبقاء إلى جانب أسرته، كاشفا في الوقت ذاته عن وجود مفاوضات اتفاقية رسمية معه لم يكتب لها النجاح قبل أن ينتقل للاتحاد قبل موسمين على سبيل الإعارة، مشيرا إلى أنه واجه معارضين من قبل محبي وعاشقي الكيان الاتحادي بعد التعاقد معه بسبب تقدمه بالسن، مبينا أنه استطاع تغيير الصورة الراسخة في أذهانهم بعد تقديمه مستويات فنية عالية، حتى أطلقوا عليه لقب رش رش. وأوضح الراشد في حواره ل «عكاظ»، أنه فضل المشاركة في دورات الحواري على الاتفاق بعد صعوده للفريق الأول في نهاية التسعينيات الميلادية، موضحا أن توقيعه للتعاون جاء أيضا عن طريق ملاعب الحواري، والكثير تقرأونه في سطور الحوار التالي : بداية حدثنا كيف جرت المفاوضات الاتفاقية معك ؟ تمت المفاوضات بسرية تامة بين إدارة الاتفاق ووكيل أعمالي الوسيط السعودي أديب الحوار، ففي بداية الأمر لم أكن أعلم عن المفاوضات حتى فاتحني وكيلي بالموضوع وأبدى لي رغبة الاتفاقيين بالحصول على خدماتي، وقد رحبت بالفكرة خصوصا وأنني كنت أسعى جاهدا للعودة إلى مسقط رأسي بالمنطقة الشرقية، وتمنيت العودة لبيتي الأول الاتفاق، ولله الحمد اتفقنا على كل شيء، ودخلت فترة الستة الأشهر الأخيرة من عقدي وأحببت أن أوقع للاتفاق في نهاية الموسم خصوصا وأنني كنت أرغب في المساهمة ببقاء فريقي ضمن دوري المحترفين، وبعد أن تمكنا من ذلك، وقعت للاتفاق. هل توقعت العودة لتمثيل الاتفاق من جديد؟ ليس توقعا بقدر ما هو تمن، ولا أخفيك أن مسؤولي الاتفاق فاوضوني قبل ثلاثة مواسم للانتقال بشكل نهائي وتحديدا قبل إعارتي للاتحاد، ولكن لم يكتب لي نصيب، حتى جاءني عرض إعارة مجز من نادي الاتحاد، ووقعت معهم. تجربة ناجحة كيف تصف تجربتك مع الاتحاد ؟ أعتبرها من أفضل التجارب الناجحة التي خضتها طيلة مشواري الكروي في الملاعب، فالاتحاد ناد غني عن التعريف وكبير برجالاته وجماهيره، وكان في تلك الفترة ينافس على جميع البطولات بما فيها كأس آسيا. إن الوضع مختلف تماما عما كنت عليه مع التعاون الذي كان يبحث عن البقاء وضمان الحصول على مركز في المنطقة الدافئة، وقد حاولت إكمال مسيرتي مع الاتحاديين ولكن لم يكتب لي ذلك بسبب عوائق تسببت في عودتي للتعاون، من أبرزها كثرة الإصابات، والتي حرمتني تمثيل الفريق في عدة مباريات مهمة، ولكن يكفيني فخرا تسجيلي مع الفريق أهدافا حاسمة، منها 4 في كأس الملك و 8 في الدوري و 3 في كأس آسيا في ظرف موسم ونصف، ولله الحمد استفدت من هذه التجربة، حيث كسبت أناسا مخلصين لناديهم، وكونت علاقات وصداقات طيبة معهم. ولماذا لم تستمر معهم بالانتقال النهائي ؟ لم تحصل الاتفاقية في تلك الفترة بين إدارة اللواء محمد بن داخل وإدارة التعاون رغم وجود بند في العقد ينص على أن تكون الإعارة منتهية بالانتقال النهائي بعد انتهاء فترة إعارتي بشهرين، والتي تؤكد بأنه إذا لم يحصل اتفاق بين إدارة الناديين على الانتقال فتعتبر الوثيقة لاغية، لذلك لم يطرأ أي جديد في الموضوع، وعدت مرة أخرى للتعاون. الاتحاديون أحبوني كيف واجهت ردة فعل الجمهور الاتحادي بعد التوقيع معك خصوصا وأن غالبيتهم عارضوا فكرة التعاقد بسبب كبر سنك؟ لا بد من وجود معارضين ومؤيدين لأي صفقة في العالم سواء كان عمر اللاعب صغيرا أو كبيرا، فالمعارضون استندوا على سن اللاعب، لكنهم لا يعرفون قيمته الفنية في فريقه، والشيء الأهم أن الإدارة الاتحادية لم توقع معي إلا وهم مقتنعون بأنني سأفيد الفريق، لقد كنت أنافس في تلك الفترة على لقب هداف الدوري رغم وجودي مع فريق ذي إمكانيات محدودة، فلم يجد المعارضون منفذا يستندون عليه سوى تقدمي بالسن، حتى ردت عليهم السياسة التي اتبعتها إدارة الاتحاد بضرورة وجود اللاعب الجاهز، خصوصا وأن الفريق يخوض أكثر من جبهة محليا وخارجيا، ففعلا واجهت نوعية من الأشخاص المعارضين بالنادي، وفي الأخير استطعت إثبات وجودي مع الفريق، بل صاروا يطالبون بوجودي أساسيا، لدرجة أنهم لقبوني في أول مباراة خضتها أمام الهلال رش رش، بينما كان لقبي بالتعاون الزلزال. لكنك لم تحقق بطولة للاتحاد ؟ كنت أسعى لعمل فوارق فنية مع الفريق إرضاء لجماهيره ومحبيه، وليس لوحدي فقط، فتحقيق البطولة يحسب للجميع حتى مسؤول الملابس بالفريق يكتب اسمه بماء من ذهب لو حصلنا على بطولة، فالفريق لم يحقق منذ فترة أي بطولة وجئت إليهم سعيا وراء ذلك، لكن الظروف لم تخدمنا وأهم شيء أنني كسبت محبتهم لي. ما الذي كنت تفكر فيه بعد عودتك للتعاون؟ كنت أفكر بأشياء كثيرة، فحين تعود من مشاركة فريق متعود على البطولات إلى فريقك السابق الذي ينافس على البقاء بالتأكيد ستفرق معك، ولا أخفيك أنني كنت أطمح للانضمام بعد هذه الإعارة للاتفاق، ولما علم جمهور التعاون بذلك أتتني اتصالات عديدة تلومني بترك الفريق، فبينت لهم أن لدي ظروفا تحتم علي الرحيل والعودة للمنطقة الشرقية للبقاء بجانب أهلي، وكذلك شقيقتي التي مرت بفترة مرضية عصيبة، وسعيت لهذا الشيء، لكني تعرضت لضغوط من التعاونيين، وعدت بالفعل لأشاركهم، وللأمانة فأنا ضحيت بعقود خيالية، وأمور مستقبلية من أجل جمهور الفريق، ومن أجل محبتهم وخاطرهم. كيف كانت علاقتك بالإدارة التعاونية ؟ علاقة طيبة، تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، ولم أدخل معهم في صدامات، لدرجة أن عقودا وصلتني من أندية أخرى لم أرغب أن أستخدم أسلوب الإذلال مع الإدارة التعاونية، وللمصداقية تنازلت عن أشياء كثيرة حبا وتضحية لهذا الفريق، الذي قضيت معه تسع سنوات أعتقد راح من عمري الكروي الكثير معهم. عروض بالجملة ماذا عن العروض الأخرى ؟ وصلتني عروض كثيرة من الرائد والفيصلي والفتح وهجر وربما قد تكون ماديا أفضل من الاتفاق لكني فضلت الأخير لعدة عوامل، منها بقائي إلى جانب أهلي، والحنين لمشاركة فريقي الأول والذي انطلقت منه وإنهاء مشواري معه. مشكلتي الحواري ولكن الاتفاق استغنى عنك قبل أن تنضم للتعاون ؟ كثيرون قالوا هذا الشيء، وللمعلومية فأنا مثلت الاتفاق في الناشئين والشباب فقط ثم انقطعت عن النادي، وكان المسؤولون يخاطبونني بالعودة للمشاركة مع الفريق الأول، لكني كنت أفضل المشاركة في ملاعب الحواري أكثر من النادي، واستمررت فترة حتى انضممت للتعاون عن طريق الحواري بعد أن شاهدوني في إحدى الدورات، فأنا لم أقلل من شأن الاتفاق بقدر ما كنت مهووسا ومتيما باللعب في الحواري، ومسألة انضمامي للتعاون له قصة أخرى، فجذوري الأسرية في الأصل من القصيم، وتحدثت مع أقاربي هناك، وقدموا لي مغريات من أجل ضمان عيش آمن، وأني سآخذ فرصتي، وفعلا توفقت معهم وعشقت النادي لسنوات، وقس على ذلك لاعب الاتفاق حمد الحمد الذي كان مهمشا في فريقه قبل أربع سنوات ولما جاء للتعاون كإعارة لموسم واحد طور من أدائه، وعاد لفريقه أكثر قوة وحجز خانة أساسية، فبعض الأحيان ربما ناديك الأصلي لن يطور أداءك بعكس التجربة في ناد آخر حتى وإن كان لا ينافس على البطولات. هل تعتقد أن توليفة الاتفاق في الموسم المقبل ستعزز حضوره في المنافسة خصوصا بعد التعاقد مع المدرب الألماني ثيو بوكير؟ كنت سعيدا بتوقيع إدارة الاتفاق مع بوكير، فهو مدرب كفؤ وملم بالكرة السعودية، ويكفي أنه طور منتخب لبنان وأوصلهم للأدوار النهائية في تصفيات كأس العالم، ولم نكن نرى إنجازاتهم في السابق، ونتمنى أن يستفيد الفريق من وجوده، ويحدث نقلة نوعية ويساهم في عودة البطولات. نصائح ماجد دار بينك وبين اللاعب السابق ماجد عبدالله حديث ودي في الإمارات.. ماذا قال لك ؟ بالفعل، التقيته صدفة، واستفدت من نصائحه، حيث قال لي بالحرف الواحد، لديك ميزات فنية قد لا تكون موجودة في لاعب سعودي آخر، وطالبني بالاهتمام بتطوير مستواي، وفعلا عملت بنصائحه، ووفقت مع التعاون والاتحاد وإن شاء الله ستستمر مع الاتفاق، فماجد عبدالله يعد المثل الأعلى لكثير من مهاجمي الكرة السعودية. أين أنت من المنتخب ؟ الاختيار توفيق من الله، وأهم شيء أنني تركت بصمة في الملاعب، ولو مثلت ناديا كبيرا وليس بالعمر الذي مثلت فيه الاتحاد لوصلت للمنتخب منذ زمن، فعمري الكروي قضيته في الدرجة الأولى مع التعاون قبل صعوده للأضواء، وأنا مقتنع بما قسمه الله لي، واعتبر تجاربي السابقة جميعها ناجحة ومحبة الناس تكفيني. هل تنتظر لقبا جديدا من جمهور الاتفاق؟ ابتسم ثم أجاب.. أتمنى ذلك، والألقاب عادة تأتي من الجمهور، وحتى يصبح لي لقب متلازم ينادونني فيه حين أذهب للقصيم أو جدة أو في الشرقية، فاللاعبون لا ينسون بألقابهم وتظل بالذاكرة، وأطمح أن أفرح جمهور الاتفاق ببطولة بعد غياب طويل عن المنصات.