لماذا لا تتعلم الأندية السعودية من تجاربها المريرة السابقة بخصوص تعاملها مع اللاعبين الأجانب بعد التعاقد معهم، التي أساءت كثيرا لسمعتها خارجيا؟ ألم تتعظ من معاملات سابقة وصلت إلى التقدم بشكاوى إلى ال»فيفا» والمحاكم الرياضية التابعة لها وصدرت بشأنها أحكام كلها كانت لصالح اللاعبين أو المدربين أصحاب الشكاوى؟ إلى متى يستمر مسلسل الشكاوى والتظلمات من اللاعبين الذين انتهت مدة تعاقدهم ويظهر بعدها أن هناك معاملة غير لائقة حدثت لهم بخصوص السكن أو تأخير الرواتب، أو عدم الإيفاء بالالتزامات الخاصة بالبطولات وخلافه؟ وهل في صالح الكرة السعودية أن يأتي شخص ويتعاقد للعب محليا ثم سرعان ما يشعر بالندم على التجربة ولم يقف عند هذا الحد، بل ينصح زملاءه بعدم التعاقد مع أي ناد سعودي بسبب المعاملة غير اللائقة التي وجدها من المسؤولين بالنادي؟ وهل القوانين الخاصة بلجنة الاحتراف كافية لحماية اللاعبين غير السعوديين؟ ولماذا لم يتم اللجوء إليها من قبلهم؟ لم نسمع أبدا أن لاعبا أجنبيا قدم شكوى ضد إدارة ناديه، بل كل الشكاوى السابقة أرسلت إلى لجنة الشكاوى التابعة لل»فيفا»؟ ألا يسيء كثيرا إلى الكرة السعودية ما وجده التونسي أمين الشرميطي، الذي احترف لموسم واحد في نادي الاتحاد، من معاناة وعدم مصداقية ومماطلة في دفع مستحقاته؟ ماذا حكى الشرميطي عن معاناته مع ناديه؟ وهل هو نادم على التجربة؟ تجدون كل ذلك في الحوار التالي: نرحب بك في هذا الحوار ونشكر لك اختيار «شمس» لتكون الصحيفة التي تنقل ما بداخلك للجمهور الرياضي بشكل عام والجمهور الاتحادي بصفة خاصة. شكرا لكم واختياري لكم لثقتي بأنكم ستطرحون ما أريد قوله بكل مصداقية. دعنا نبدأ معك من الآخر وهي حصولك على مخالصة مالية من نادي الاتحاد، وهدا يعني نهاية العلاقة رسميا بين الطرفين.. فما تعليقك؟ نعم وقعت مخالصة نهائية لكن بعد مماطلة، فبعد أن طلب مني فراس التركي ومحاسب النادي الاجتماع معي وحددوا موعدا ثم أجلوه ثم حددوا موقعا آخر للاجتماع، وعندما وصلت تفاجأت بأنهم لا يردون على هواتفهم النقالة، بعدها قابلت مسؤول الاحتراف بالنادي منصور اليامي وهو رجل محترف، والوحيد الذي يستحق أن أقول له شكرا على تعامله الراقي معي، وتم الاتفاق بيننا على أن أوقع المخالصة وتنازلت عن راتب شهر وعن قيمة مادية من مستحقاتي وعن نصف مكافأة كأس الأبطال المقررة ب300 ألف ريال وتسلمت منها فقط 150 ألف ريال، وهو دليل على عدم المصداقية، لكنني لم أجد خيارا غير أن أوقع لكي أنهي الأمور وتنازلت عن المبالغ فقط تقديرا لليامي ومن قبله جمهور الاتحاد الذي غمرني بحبه واهتمامه ووجدت منهم محبة كبيرة في الاحتفال الذي أقيم. مع العلم أنني رفضت مغادرة جدة حتى أحضر الاحتفال مع زملائي ومع الجمهور الذي غمرني بحبه وهو يهتف باسمي على الرغم من أنني لم أشارك في آخر المباريات، إلا أن هتافاتهم لي جعلتني أدرك أنهم يشعرون بما حدث لي من مرارات. هل معنى ذلك أنك مررت بتجربة جعلتك تندم على اللعب للاتحاد؟ لا بالعكس.. لم أندم وأشعر بالفخر وأنا عائد إلى بلادي رافعا رأسي ومحققا كأس الأبطال ومتشرفا بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والفرحة التي عشتها مع الجمهور في الاحتفال وبعد الاحتفال خففت عليّ أمورا كثيرة. إذن لماذا لا تفكر في الاستمرار مع الاتحاد؟ لا أفكر في هذا مطلقا وتجربتي مع الاتحاد تجعلني أرفض اللعب مجددا لأي ناد عربي أو سعودي، ووجهتي المقبلة ستكون أوروبا وسأنصح أي لاعب يستشيرني ألا يلعب للاتحاد وقد قدمت النصيحة لأكثر من نجم تونسي ومغربي ألا يقبلوا أي عرض من الاتحاد. ما الأسباب التي تجعلك ترفض الاستمرار في الاتحاد؟ عدم المصداقية أكبر شيء؛ فعندما تكون موعودا بمكافأة تصل إلى 300 ألف ريال وتأخد نصفها؛ فالأمر وقتها لن يكون ماديا فقط إنما يتعلق بالمصداقية. إذن لماذا قبلت بالتنازل عن بعض حقوقك المادية ولم تتمسك بها؟ كما قلت لك تقديرا لمنصور اليامي وللجمهور الاتحادي، وكان باستطاعتي منذ تأخر الرواتب أن أسافر على أول طائرة وأكرر ما فعله غيري وأتقدم بشكوى للحصول على حقوقي، إلا أن احترامي للاتحاديين منعني من ذلك، مع العلم أنني آخر لاعب يتسلم حقوقه، وبعد نهاية الموسم أتسلم باقي المستحقات من عقدي، وهو ما تسلمه من قبل زملائي العماني أحمد حديد والجزائري زياية قبل نهائي كأس الأبطال، وعندما سألت الإدارة عن حقيقة ذلك، أنكروا وقالوا إنهم لم يصرفوا مليما واحدا لأي لاعب، وقبل ذلك كنت قد سألت اللاعبين الذين أكدوا لي استلامهم للمبالغ. ما الإشكالية التي حدثت لك بخصوص الشيك الذي تسلمته؟ ما حدث أنهم أعطوني الشيك مكتوبا فيه مكافأة البطولة وباقي المستحقات والرواتب، وعندما نظرت للمبلغ وجدته دون مكافأة البطولة، أي حسابيا هو فقط مبلغ المستحقات والرواتب، بمعنى أن هناك تناقضا بين المكتوب رقميا وحرفيا، وعندما تنبهت لذلك عدت مجددا للنادي وبعد محاولات من اليامي تم صرف شيك آخر بمبلغ 150 ألف ريال وهو مبلغ مكافأة البطولة الأخيرة. وهل كنت تتوقع هذه المعاملة لو شاركت أساسيا في المباراة الختامية؟ بالطبع لا.. وهذا يحدث فقط في الأندية العربية بخلاف الأندية الأوروبية. ما مدى صحة عرض المريخ السوداني المقدم لك؟ لم أسمع عنه إلا في الصحف، ووجهتي المقبلة كما ذكرت لك إلى ناد أوروبي ولدي العديد من العروض التي أدرسها مع العلم أنه من الصعب أن تتعاقد الأندية الأوروبية مع لاعب خاض تجربة احترافية في الخليج، إلا أن هناك أكثر من ناد يصر على التعاقد معي. ألم تؤثر الفترة التي جلست فيها احتياطيا في الاتحاد في قيمة هذه العروض وجديتها؟ لم تؤثر وإن كان الجلوس في الاحتياط أمرا غير جيد للاعب، وكاد يسبب لي الضرر حتى على صعيد المنتخب الوطني، إذ لا يعقل أن يستدعيك مدرب المنتخب وأنت تجلس على مقاعد الاحتياط في فريقك. إذن ما أسباب جلوسك كثيرا على مقاعد الاحتياط؟ سؤال عريض يطرح نفسه، وأمر محير بالفعل؛ فقبل أن انضم للمنتخب الوطني للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا مثلت الاتحاد في العديد من المباريات، وبعد إصابة اللاعب نايف هزازي كان الفريق يعتمد عليّ كثيرا وبعد أن شاركت مع المنتخب في البطولة الإفريقية وعدت لجدة، فوجئت بملازمتي دكة الاحتياط. ألم تتحدث مع المدرب هيكتور في هذا الجانب؟ هيكتور رفض تماما طرح أي إجابة صريحة عن الغياب وأصر على وجودي على دكة الاحتياط، وكل من تحدث معه رفض إعطاءه إجابة واضحة. ولكن هناك عدة مباريات غاب فيها الجزائري زياية وكان الجميع يتوقع أن تلعب أساسيا إلا أن غيابك استمر.. هل هناك أسباب أخرى غير فنية وراء ذلك؟ قد يكون المدرب هيكتور هو المسؤول، وربما يكون هناك من يؤثر فيه، ولكنني بالفعل تفاجأت عندما أشركني والفريق متقدم على الوحدة بأربعة أهداف في وقت قصير لم يتجاوز خمس دقائق وكأني لاعب قدمت من الحواري، وفي مباراة ذوبآهن الإيراني الأخيرة في البطولة الآسيوية كنت سأشارك أساسيا حسبما علمت، وجلست أسبوعا بهذا الشعور، إلى أن جاء اجتماع المباراة قبلها بساعات ليستبعدني هيكتور من التشكيل الأساسي ويحل بدلا مني طلال المشعل الذي أحترمه وأقدره كثيرا. إذن لماذا تحملت وصبرت طيلة هذه المدة؟ صبرت احتراما لسمعتي واسمي. معنى ذلك أنك تحمّل المدرب هيكتور مسؤولية غيابك؟ المدرب هيكتور وآخرون لم يكونوا يرغبون في مشاركتي أساسيا وهم يعرفون أنفسهم جيدا. وكيف كان تعامل هيكتور معك؟ تعامل عادي، ولكن كنت أستغرب منه انتقاده لي في كل شيء حتى لون الحذاء الذي أرتديه ويصفني بكلمات تجرح المشاعر، ولو كانت على سبيل المزاح فلا أحد يقبلها. ولماذا لم تغادر فور انتهاء الموسم؟ أصررت على البقاء في جدة فقط لأحتفل مع زملائي اللاعبين بالإنجاز عندما علمت أن هناك حفلا سيقام بمناسبة تحقيق البطولة. ألم تحاول الإدارة تقريب وجهات النظر بينك وبين المدرب هيكتور؟ أبدا.. لم يحدث ذلك. صف لنا شعورك وأنت تسدد الركلة الترجيحية في المباراة النهائية أمام الهلال؟ كانت مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقي وضعني فيها المدرب هيكتور، ولك أن تتخيل لو ضاعت الركلة في ظل الضغط الذي كنت أعاني منه، ماذا كان سيحدث وقتها، كانت لحظات قاسية جدا وتخيلت العديد من السيناريوهات التي ستحدث في حالة ضياع الركلة، ولكن الحمد لله وفقت في تسجيلها وكنت أحد المساهمين في تحقيق لقب البطولة للاتحاد. بصراحة هل كانت التجربة التي خضتها في ناحية الاتحاد قاسية عليك؟ أحمد الله كثيرا أنني خضت التجربة وأنا في سن صغيرة لتكون بمثابة الدرس الذي أتعلم منه في المستقبل. متى بالتحديد قررت أن تترك الاتحاد؟ فور عودتي إلى المنتخب قررت ألا أستمر خصوصا بعد المعاملة التي وجدتها. ماذا أضاف هيكتور للاتحاد في تقديرك؟ هيكتور لم يضف أي شيء جديد ولا أقول ذلك بسبب عدم إشراكه لي لكنها الحقيقة، ومن مصلحة الفريق ألا يستمر مدربا، وحتى البطولة التي تحققت كانت بمجهود اللاعبين لأنهم كانوا مصرين على تعويض جماهيرهم الوفية ببطولة تكون خير ختام للموسم. برأيك لماذا خسر الاتحاد العديد من البطولات هذا الموسم؟ بالتأكيد لا أحد يرغب في الخسارة إلا أن النادي تعرض لبعض المشكلات بعد خسارته النهائي الآسيوي في بداية الموسم، ولم يجد الالتفاف الكافي من محبيه لإعادة الأمور إلى نصابها والأجواء تعكرت وخرجت أقاويل كثيرة أثرت تأثيرا مباشرا في اللاعبين والإدارة. ما صحة الخلاف بين قائد الفريق محمد نور والمغربي بوشروان خصوصا أنك قريب منهما؟ لا أدري حقيقة أي شيء عن الخلاف والاثنان لهما معزة خاصة عندي. ألم تتلق عرضا سعوديا من أي ناد آخر؟ تلقيت عرضا من ناد كبير في السعودية إلا أنني رفضت، لأنني كما ذكرت لك لا أرغب في تكرار التجربة والاحتراف هنا أو في أي ناد عربي بعد تجربتي مع الاتحاد. كيف كانت علاقتك بالجهاز الإداري؟ علاقة ود واحترام.. ولم يكن هناك ما يعكر صفو تلك العلاقة. يقال إن عدم جديتك في التدريبات وغياب الانضباط وراء عدم لعبك أساسيا.. فما تعليقك؟ أنا بطبعي منضبط جدا واسألوا الجهاز الإداري، أما بخصوص التدريبات فأقوم بها بكل جدية ودليلي المدرب حسن خليفة وحمزة إدريس. هل صحيح أنك عانيت بشدة من السكن عند حضورك لجدة؟ نعم عندما حضرت أسكنوني في فندق وبعدها قالوا لي سيتم نقلي إلى مجمع سكني، ولكن تفاجأت برفض المجمع إسكاني كوني لاعبا اتحاديا وأن التعامل متوقف مع الاتحاد بسبب مديونية مالية مترتبة على النادي لصالح السكن وبعد التفاهم وسداد جزء من المبلغ تم إسكان زميلي المغربي بو شروان وبعدها عادت الأمور للتأزم مرة أخرى ورفض السكن منح أي لاعب ثان مسكنا بسبب التعثر في السداد، واضطررت بعدها وبعلاقاتي الخاصة لاستئجار مسكن داخل المجمع السكني نفسه، ولكن عن طريق عقد باسم إحدى الشركات وتم توقيعه مع إدارة المجمع السكني. هل تريد توجيه كلمة أخيرة لجمهور الاتحاد؟ الشكر والتقدير والامتنان للجمهور الاتحادي على اهتمامه وحبه لي، وشكر خاص لمنصور اليامي الذي اهتم بمقابلتي وأنهى كافة أموري وأتمنى أن يدعو الجمهور الاتحادي لي بالتوفيق في مسيرتي المقبلة وأنا من جانبي أتمنى للاتحاديين كل التوفيق والنجاح .