يعد مركز ناوان بمحافظة المخواة بمثابة البوابة الرئيسية لها، كما ينظر إليه مواطنون على أنه مستقبل المنطقة كونه يحتضن واحدة من أكبر المدن الصناعية «مدن»، إذ يجري العمل فيه على قدم وساق في عدد من المصانع التي تشكل الوجه الاقتصادي لمنطقة الباحة، وامتداد مساحات المركز تمنحه فرصة احتضان العديد من المشاريع المستقبلية للمنطقة التي تعاني من ندرة الأراضي بسبب طبيعتها الجغرافية، ورغم كل ذلك مازال أهالي ناوان يعانون من نقص الخدمات الأساسية. عدد من الأهالي أعربوا ل«عكاظ» عن أمنياتهم في استكمال الخدمات الغائبة عن المركز خاصة، أن ناوان يتبعها العديد من القرى أشهرها الزبارة والحريقة والمساقة والحجروف الأسفل والحجروف الأعلى والمقاري وصباب والعقدة والصفوق والقعر والثعبان، كما أنه همزة الوصل ونقطة الالتقاء بين المنطقة ومكة المكرمة ويتعدى سكانه ال5000 نسمة، حيث أوضح علي الغامدي صاحب إحدى الاستراحات أن ناوان يشتهر بواديه الكبير الذي يغذي العديد من الأودية الفرعية كما أن الزراعة وتربية الأغنام تمثلان نشاطا بشريا مهما مع اتساع مساحات الأراضي وسهولة استصلاحها ما يجعلها سلة غذاء غير مستغلة بالشكل المأمول، إلا أن المركز مازال يعاني من نقص الخدمات الأساسية كالسفلتة والأرصفة، مناشدا الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة للطرق التي تعد الرابط الأساسي بين المركز والمناطق الأخرى، خاصة أن المزارع تنتج العديد من المحاصيل الزراعية مثل الذرة والدخن والبطيخ الصيفي والمانجو ذو الجودة العالية والتي تسوق بكميات تجارية في أسواق المنطقة، وسيتم تسويقها بشكل أكبر في حالة معالجة الطرق. ويشير سعدي عوض إلى أن عدد المخططات السكنية في ناوان تجاوز 25 مخططا سكنيا، تتجاوز عدد القطع فيها الألف قطعة، ورغم ذلك لم يحظ بالخدمات المطلوبة حيث تغيب السفلتة في أغلب المخططات، ما يؤخر عملية النمو العمراني التي تسهم في تسريع التنمية في هذا الجزء الهام من المنطقة، لافتا إلى حاجة المركز إلى بلدية مستقلة لأن مركز الخدمات البلدية عاجز عن تقديم أي خدمة للشأن البلدي. فيما يؤكد يحيى أحمد الزهراني أن سفلتة بعض الأحياء تمت قبل 30 عاما، ثم غابت كل الخدمات الأخرى، منوها بأن طبقات الأسفلت تآكلت بسبب التقادم وتحولت إلى مصائد للسيارات. أما حسين الزهراني ومحمد عبدالله فيؤكدان على أن الحي الوحيد الذي تمت سفلتته وإنارته، هو الحي المحيط بمركز ناوان ومجمع مدارس البنات والبنين، مطالبين بإعادة سفلتة ورصف شوارع الأحياء وتوسيعها وتشجيرها وتزيينها كحال شوارع المناطق الأخرى، لتكون شوارع حقيقية كالتي نشاهدها في المدن والمراكز في مناطق المملكة كافة. ويرى عقيل وماجد وعلي العبدلي أن مشهد الأطفال بدراجاتهم الهوائية وسط الرمال التي تحيط بهم من كل حدب وصوب صار مألوفا، نتيجة غياب أماكن الترفيه والمساحات الخضراء من الحدائق والمتنزهات التي تعد متنفسا وحيدا للأبناء، رغم أن المخططات تحتوي على أماكن للحدائق، لافتين إلى أن عدد المخططات كبير، إلا أنه لا توجد حديقة واحدة أو ملاهٍ للأطفال ما يجبر الأطفال على مكابدة الواقع أو يضطر الأهالي لقطع مسافات تصل إلى 40 كيلومترا وصولا للمخواة للظفر ولو لساعات قليلة بمكان للترفيه أو حديقة تقضي فيها الأسر بعض الوقت. ويبدي عبدالله الزهراني دهشته من عدم تحرك البلدية حيال زحف الرمال على طبقات الأسفلت ما أثقل كاهل الأهالي في رفع الرمال عن الإسفلت بشكل متكرر خاصة في فصل الصيف، مضيفا: تحتضن ناوان سوقا شعبيا يقام كل أربعاء ويمثل قبلة للأهالي يسوقون فيه منتجاتهم الزراعية ويمثل سوقا للأسر المنتجة، إلا أنه يحتاج إلى الاهتمام والتنظيم بالإضافة إلى سفلتة الطرق المؤدية إليه ليقوم بدوره في تسويق المنتجات على أكمل وجه. من جهته أوضح ل«عكاظ» رئيس مجلس بلدي المخواة عبدالرحمن حمياني أن عددا من أعضاء المجلس انتقلوا إلى مركز ناوان والتقوا بالأهالي واستقبلوا طلباتهم التي قوبلت بالدعم والمتابعة، وتم رفعها إلى البلدية في انتظار الموافقة على إدراج مشاريع السفلتة في القريب العاجل. تحدث المواطن عبدالرحمن مسفر قائلا: تم منحي أرضا في ناوان قبل 10 سنوات، وعندما فكرت في البناء كان لزاما علي أن أقوم بردم الطريق المؤدي لعمارتي على حسابي الخاص، وبجهودي الذاتية، لأتمكن من الوصول إليها لانعدام السفلتة، في التوصيلات الداخلية داخل المخططات، نتيجة تأخر البلدية لسنوات في تحقيق هذا المطلب، لافتا إلى أن أغلب المخططات تعاني من هذه المشكلة.