فند مدير إدارة الطوارئ وبرنامج حمى الضنك في أمانة محافظة جدة الدكتور سلطان القحطاني، ما يردده البعض أن إدارته لم تتمكن من احتواء حمى الضنك أو كما يطلق عليها العامة أبو الركب، لافتا إلى أن التغريدات التي يبثها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتهم الأمانة بالتقصير لا أساس لها من الصحة. وتابع القحطاني أن الأمانة تعتمد في برنامج المكافحة على برنامج التشغيل المنزلي الذي ساهم في خفض حالات المرض، موضحا أن جهودهم تتواصل خلال فصل الصيف للوقاية من هذا المرض واستئصاله من جدة، داعيا سكان العروس إلى التعاون مع جهود الأمانة والشؤون الصحية بعدم ترك بؤر مياه المكيفات التي تتوالد فيها البعوضة المصرية التي تسبب حمى الضنك. وفي سؤال عن سوء إدارة حملات حمى الضنك قال: هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، لأن لدينا برنامج المكافحة الداخلية المنزلية للبعوض الناقل لفيروس حمى الضنك، وقد بدأ تنفيذ هذا البرنامج قبل عدة سنوات ولم يتوقف حتى تاريخه. وقد استهدف هذا البرنامج مكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك في أحياء بلديات محافظة جدة التي سجلت بها الإصابات المؤكدة بالمرض، حيث يتم مكافحة الأطوار اليرقية والبالغة للبعوض داخل المنازل والمباني اعتماداً على تطبيق استراتيجية «المكافحة من منزل إلى منزل» مستخدمة لذلك أحدث التقنيات المتاحة في مجالات نظم المعلومات الجغرافية، الاستكشاف الحشري والمكافحة المتكاملة للبعوض الناقل للأمراض . وعن التنسيق بين الأمانة ووزارة الصحة للقضاء على المرض قال: تعتمد الأمانة في تنفيذ برنامج المكافحة المنزلية على التشغيل الذاتي لتنفيذ هذا البرنامج، كما تعتمد على وزارة الصحة في الحصول على البيانات المتعلقة بأعداد ومحال إقامة حالات الإصابات المؤكدة بمرض حمى الضنك لمتابعتها في أماكن إقامتها لمكافحة البعوض الناقل فيها وفي المنازل والمباني التي تقع في محيط يمتد من 150-200 م من موقع سكن كل حالة إصابة يتم الإبلاغ عنها. وبالإضافة إلى ذلك تشترك الأمانة مع وزارة الصحة في تنفيذ برنامج توعوي يهدف إلى نشر الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين بمرض حمى الضنك وكيفية الوقاية منه، وتشجيعهم على التعاون مع فرق المكافحة المنزلية من حيث السماح لهم بدخول المنازل لإجراء عمليات الاستكشاف الحشري ومكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك. وفيما يتعلق بمخالفات بعض السكان بتخزين المياه ما يؤدي إلى توالد البعوض المسبب للمرض قال: تركز فرق المكافحة على تطبيق أحدث التقينات في مكافحة البعوض وللأسف، تم رصد معدلات مرتفعة للإصابة بمرض حمى الضنك في بعض المواقع نظراً لقيام قاطنيها بتخزين المياه في حاويات لحفظ كميات كافية من المياه في منازلهم لمواجهة أي انقطاع للمياه، وقد أسند إلى فرق المكافحة المنزلية القيام بمكافحة الأطوار المائية للبعوض في أماكن التوالد التي يتعذر التخلص منها داخل المساكن باستخدام مبيدات آمنة بيئياً وليس لها تأثير على صحة الإنسان مثل المبيدات الحيوية ومنظمات النمو ذات الأثر الباقي. ولمكافحة البعوض البالغ داخل المنازل تستخدم المبيدات البيروثرودية ذات الأثر الباقي وفي المناطق المحيطة بها والمبيدات الحيوية والكيماوية في أماكن التوالد المفتوحة. وفي سؤال حول إهمال إدارة الطوارئ في الأمانة بعض الأحياء التي يتكاثر فيها البعوض مثل حي الجامعة والأحياء الشعبية الأخرى قال: هذا الكلام يجانب الصواب لأننا نهتم بكل المواقع التي يتوالد فيهال البعوض، وفي هذا السياق استهدفت جهود فرق المكافحة المنزلية التقليل من كثافة البعوض الناقل لفيروس حمى الضنك إلى الحد الأدنى داخل وحول المنازل في أحياء البلديات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والتي تضمنت قائمتها الأحياء القديمة في بلديات الجامعة، الجنوب، العزيزية، المطار، البلد، أم السلم وبريمان. وقد تركزت جهود فرق المكافحة المنزلية في فحص أماكن التوالد المحتملة لبعوضة أيديس إيجيباتي داخل المنازل لتحديد أعداد المنازل التي وجدت بها أماكن توالد إيجابية، وكذلك أعداد أماكن التوالد في كل منزل. وعن دور الخزانات المكشوفة في انتشار المرض قال: أوضحت نتائج الاستكشاف الحشري داخل المنازل أن خزانات المياه المكشوفة بأشكالها وأحجامها المختلفة تمثل الأماكن المفضلة لتوالد بعوضة أيديس إيجيبتاي الناقلة لحمي الضنك داخل المنازل. ويأتي بعد ذلك أماكن التوالد الظليلة المحتوية على مياه عذبة نظيفة وراكدة داخل المساكن وفي الأماكن المحيطة بالمنازل مثل خزانات المياه المفتوحة سواء على أسطح المباني أو أسفلها، أحواض وأواني صرف مياه المكيفات، تجمعات المياه في «البدرومات» و آبار المصاعد، حمامات السباحة غير المستخدمة والنافورات المهملة و العلب الفارغة، إطارات السيارات القديمة، والأجهزة المنزلية المهملة والملقاة على أسطح المنازل أو في حدائق المنازل. وفيما يقال إنه لا توجد حلول جديدة لدى الأمانة لمكافحة البعوض الناقل ل«أبو الركب» قال: انطلاقاً من رغبة الأمانة ممثلة في وكالة الخدمات في الحد من انتشار البعوض الناقل لفيروس حمى الضنك «أيديس إيجيبتاي» داخل المنازل فقد تم اللجوء إلى الحلول غير التقليدية والآمنة بيئياً للحد من انتشار أماكن توالد البعوض داخل المنازل ومنع البعوض من الوصول إلى السكان. وقد اشتملت الطرق التي تم تطبيقها استبدال وتغطية خزانات الماء المكشوفة، استبدال الستائر وشبك النوافذ المصنوع من السلك بشبك معالج بمبيد آمن بيئيا، التخلص من الأماكن المحتملة لتوالد البعوض إضافة إلى مكافحة يرقات البعوض بالمبيدات الآمنة. واتساقا لحماية الخزانات من البعوض قال: تم استبدال حاويات المياه المكشوفة داخل المنازل بحاويات مزودة بأغطية محكمة لمنع وصول البعوض إلى المياه لوضع بيضها. وقد قامت الأمانة بتوزيع أغطية لحاويات المياه مكسوة من الداخل بشبك مصنوع من ألياف معالجة بمبيد بيرمثرين تركيز2% الآمن بيئياً وقاتل للبعوض الذي يلامسه. ويتميز هذا النوع من الشبك ببقاء تأثير المبيد لفترة تستمر خمس سنوات حتى مع غسله عدة مرات؛ تقوم فكرة هذه التقنية على تركيز المبيد في وسط الألياف بحيث يتم إطلاق جرعات قاتلة منه إلى سطح الألياف تلقائيا كلما قل تركيزه على السطح. كما تم استبدال الستائر وشبك النوافذ المصنوع من السلك بالشبك المعالج بمبيد البيرمثرين. وبالإضافة إلى تغطية حاويات المياه بالشبك أسندت إلى فرق المكافحة المنزلية مهام أخرى استهدفت حماية سكان الأحياء الأكثر عرضة للإصابة بالمرض من التعرض للدغات البعوض الناقل، حيث كانت الفرق تقوم باستبدال الستائر وشبك النوافذ المصنوع من السلك بالشبك المعالج بمبيد البيرمثرين تركيز2%. وعن دور العلب الفارغة وإطارات السيارات في توالد الحشرات قال: تقوم فرق المكافحة المنزلية أثناء تنفيذ عمليات استكشاف أماكن التوالد داخل المنازل بجمع العلب الفارغة والأدوات المهملة الملقاة على أسطح المنازل أو في حدائقها مع توعية السكان بأهمية التخلص منها لكونها تمثل أماكن محتملة صالحة لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك. وقد أولت فرق المكافحة المنزلية اهتماما خاصاً بإطارات السيارات المبعثرة و المهملة والملقاة في حدائق المنازل وعلى أسطحها لكونها تشكل بؤر توالد خطيرة للبعوضة الناقلة لحمى الضنك إذا ما انهمرت عليها مياء الأمطار. وقد أثمرت المجهودات التي بذلت عن جمع أكثر من 42000 إطار من مختلف الأحياء وتم التخلص منها. في حالة تعذر التخلص من أماكن التوالد الإيجابية تتم مكافحة الأطوار المائية للبعوض باستخدام مبيدات حشرية آمنة بيئياً وليس لها تأثير ضار على صحة الإنسان، وسبق اختبار حساسية البعوض لتأثيرها، كما أنها معتمدة من منظمة الصحة العالمية. ففي حالة معالجة أوعية تخزين مياه الشرب أو المياه التي تستخدم في إعداد الأطعمة يتم استخدام أقراص المبيد الحيوي سبينوساد دي تي، وهو مبيد بكتيري مستخلص من نوع من البكتيريا يسمى ساكاريبوليسبورا سبينوزا وذلك بمعدل قرص واحد من المبيد لكل 200 لتر من الماء. أما في حالة مكافحة يرقات البعوض في أوعية تخزين المياه التي تستخدم للغسيل والاستحمام أو في أي بؤر توالد إيجابية أو محتملة في دورات المياه أو في أي أماكن أخرى بالمسكن فيتم استخدام أقراص منظم النمو دوديم تي زي.