لمحة جمالية تتجلى لحظة شروق الشمس على شاطئ شرما الساحر بمدينة تبوك، وكل من يشد رحاله باتجاه هذا المكان البديع يؤيد هذه النظرة، حيث الطبيعة الخلابة ونسمات الهواء العليل، والسحر والجاذبية التي تجبر المتنزهين على ارتياده والاستمتاع بجماله رغم غياب الخدمات التي يتطلعون إليها. يقف أمام هذا المشهد البانورامي أعداد هائلة من السياح القادمين من مدينتي تبوك والقريات والأماكن المجاورة مشدوهين منذ الصباح الباكر، وحتى غروب الشمس، فيما يلعب الشباب ويسبح الهواة في بحر تميز برماله الناعمة عن باقي شواطئ المنطقة. تواجدت «عكاظ» على الشاطئ الذي يبعد 150 كلم عن تبوك، ووقفت على المكان محل اهتمام السياح، ورصدت انطباعات المتنزهين وآراءهم حول غياب الجهات المعنية عن تطويره، فيما يتساءل لسان حالهم: لماذا يبقى الشاطئ صامتا خاليا من الخدمات السياحية رغم كل هذا الجمال؟. ووصف المواطن سعيد حسن الشاطئ بأنه عروس الشمال، ورغم افتقاره لأبسط الخدمات فإن الأهالي لم يصرفوا النظر عنه، معددين غياب بعض الخدمات كغياب المظلات ودورات المياه، وحاويات النفايات والمخلفات. ويتناول الحديث بندر معروف، قائلا: «عدم تمهيد الطريق حتى آخر الشاطئ كاملا جعله أكثر خطورة وخاصة على المركبات الصغيرة التي تغرز في الرمال الناعمة»، مطالبا بتدخل الجهات المختصة لإيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة. ويرى يحيى عطية ضرورة وضع أعمدة للإنارة، مع تركيب مظلات لمواكبة الأعداد المتزايدة من السياح والمتنزهين. أما محسن العطوي فطالب بسفلتة الطريق حتى يتمكن السياح من تجاوز تلك «البطانيج» الرملية التي تكومت وسط الطريق، ملحقة الضرر بمركباتهم، مؤكدا على ضرورة العمل لإيجاد بيئة سياحية تستقطب سياح الداخل، مناشدا الجهات المعنية باستحداث مسابح نسائية مغلقة، حتى تكتمل متعة العائلات. يذكر أن أمانة مدينة تبوك تعكف حاليا على دراسة خطة استراتيجية متكاملة لتطوير السواحل البحرية التابعة للمنطقة بطول 700 كلم تقريبا، إذ خلصت الدراسة إلى تصنيف درجة وأهمية وطبيعة المواقع الساحلية إلى عدة درجات هي (A-B-C-D) تم بناء عليها تحديد المواقع المناسبة طبوغرافيا واقتصاديا لإنشاء المدن الساحلية والمواقع الاستثمارية والمواقع التي تحتاج إلى تطوير. وبين التقرير اعتماد مبلغ 200 مليون ريال بميزانية العام المالي الحلي 1434/1435ه، كمرحلة أولى لإنشاء البنية التحتية لخمسة مدن ساحلية بالمحافظات، من بينها ضباء إضافة إلى استكمال أعمال تطوير كورنيش تبوك، كما تم طرح هذه المشاريع بمنافسة عامة وسيتم البدء بالتنفيذ فور تسلم المقاولين لمواقع العمل.وتتمتع هذه المدن الساحلية بجو يختلف عن المدن الساحلية في المناطق الأخرى بالمملكة خاصة كلما اتجهنا شمالا لأعلى ساحل البحر الأحمر.