في وقت كان ينتظر الأهالي والمصطافون انطلاقة مهرجانات عروس المصائف هذا العام بشكل مختلف عن المألوف بما يتناسب مع مكانة الطائف كعاصمة للاصطياف، تفاجأوا بعدم وجود تغيير يذكر. فمهرجان العسل تم توظيفه للتسويق وأصبح أشبه بسوق البلد إلى حد كبير وهو ما يتنافى مع أهداف التنشيط السياحي. كما أن إزعاج الدراجات النارية «الدبابات» التي يقودها مراهقون متهورون ماتزال تسبب قلقا بالغا لدى المصطافين من مخاطرها على أطفالهم. وانتقدت عدة مصطافات التقت بهن «عكاظ» خلال جولة على المهرجانات والمتنزهات عدم إفرادها بالعسل خاصة وأنه توجد مهرجانات وبازارات للتسوق في عدة أماكن بالمحافظة. كما انتقدن الأسعار المرتفعة التي تعزز مفهوم غلاء السياحة الداخلية الذي لا يتناسب مع الخدمات المتواضعة المقدمة للمصطافين. وطالبن بوضع حد لإزعاج الدراجات النارية «الدبابات» التي يتجاوز القلق الذي تسببه حدود المتنزهات ليصل إلى الشوارع العامة. وحسب أم ماجد، فإن مهرجان العسل لم يأت بحجم التوقعات. وكان يفترض أن يقتصر على عرض مختلف أنواع العسل المنتجة في محافظة الطائف ليتطابق مع مسماه. فهي تقول إنهم للأسف تفاجأوا بهذا الواقع ووجدوا مخيم تسويق أفقد المهرجان رونقه. وتضيف «في هذا الحال كان ينبغي تغيير المسمى ليصبح مهرجان الملابس الجاهزة، فقد لاحظت خلال تجوالي فيه غيابا تاما للأشخاص المؤهلين لشرح استخدامات العسل بلغات متعددة والتعريف بالعادات المتبعة في تقديمه سواء في المناسبات أو غيرها حيث يشكل ذلك أهمية كبيرة. فعلى سبيل المثال من العادات الشعبية تقديم العسل مع الخبز البر أوالخميرة والبعض يقدمه مع الجبن البلدي أو السمن بمختلف أنواعه». وتستطرد أم ماجد «للأسف لم أجد مشاركة للعطارين والمختصين بالأعشاب لشرح أهمية العسل في العلاج وأنواع استخداماته وأهم مكوناته الطبية. فنحن كمصطافين نريد الاستفادة من المعلومات المتوافرة لدى أصحاب الاختصاص وليس لمجرد المشاهدة. كما أن هناك غيابا تاما للعرض التلفزيوني الذي يفترض أن يصاحب المهرجان للتعريف بأنواع العسل فذلك يضفي طابعا مميزا ومختلفا». واستغربت تحويل المهرجان إلى مخيم تسوق في ظل وجود خيمة التسوق في حي الخالدية. وقالت «بصراحة لا أجد فرقا بينه وبين سوق البلد. وهذا أمر مؤسف للغاية ولا يليق بمنتج يعتبر من أهم المنتجات في الطائف. ويفترض أن يكون المهرجان حصريا للعسل دون مشاركة أية جهة أخرى لأنها تسلبه أهميته». بينما ترى عائشة سعد أن وجود المهرجان في خيمة يعكس العشوائية. فمهرجان يضم نخبة من النحالين يفترض أن ينظم في مبنى مجهز تتوفر فيه كافة الخدمات حسب وجهة نظرها. فطالما أن المهرجان موسمي لا بد من الاهتمام به ليتناسب ومكانة الطائف وأهمية العسل كجزء من إنتاج المحافظة. كما أن إقامة المهرجان الرديف خطأ كبير حيث إن تطاير الغبار والأتربة يلوث العسل المعروض والذي يحتاج إلى أماكن باردة ونقية من أية شوائب ليحافظ على خصائصه الطبيعية دون أن تفسد. وتقول أمل السعيد القادمة من القطيف إن الطائف رائعة لكن ارتفاع الأسعار فيها لا يتناسب مع ميزانية الأسرة. فقد كنا نأمل في أن نجد أسعارا معقولة خاصة في المتنزهات ووسائل الترفيه. وتشير إلى أن الدراجات النارية «الدبابات» تسبب إزعاجا للمصطافين وتثير المخاوف من تعرض الأطفال إلى الخطر الذي تشكله هذه الدراجات التي يقودها في الغالب مراهقون متهورون. ولا يستنكفون عن التسابق بها في الشوارع العامة رغم ما يسببه ذلك من مخاطر وقوع حوادث مرورية مروعة. وتضيف «أعرف أسرة انقلبت سيارتها ولحقت إصابات بالغة بأفرادها من جراء هذه الظاهرة التي لا بد من وضع حد لها وعدم غض الطرف عنها لمخاطرها البالغة على الأرواح خاصة للأطفال». أما أمل الكمال القادمة من جدة فتقول «لا أبالغ إذا قلت إن جو الطائف خرافي فهي محافظة جميلة جدا خاصة في الهدا والشفا. وتتمتع بطبيعة خلابة إضافة إلى ذلك وجود الشاليهات والألعاب. وحقيقة يروق لنا الاصطياف بالطائف ويعجبنا التلفريك لكن الأسعار مرتفعة. ونتمنى النظر في تخفيضها خاصة للعائلة التي لديها عدة أطفال. فمثلا سعر التلفريك للفرد الواحد 80 ريالا فكم تدفع الأسرة التي لديها سبعة أطفال أو أكثر؟». وتضيف «في اعتقادي إذا كانت الأسعار معقولة سيتضاعف عدد مستخدميه من الزوار والمصطافين. كما نتمنى الاهتمام بالمرافق العامة في أعلى الجبل». كما ترى كل من أريج وأحلام وندى أنه أمر طبيعي الاتجاه العام لقضاء العطلة الصيفية في مناطق الاصطياف خاصة التي تتوفر فيها مقومات السياحة، مشيرات إلى أن الطائف تعتبر أهم المصائف الطبيعية نظرا لما تتمتع به من طبيعة خلابة وجو معتدل وأماكن أثرية إضافة إلى اختيارها عاصمة للمصائف العربية، ما أكسبها ميزة جديدة تعزز مكانتها كمحافظة حباها الله بمزايا تجعل منها قبلة للباحثين عن الراحة والاستجمام. ولذلك ليس بالغريب أن تشهد انطلاقة المهرجانات والفعاليات المصاحبة لها لكن ينبغي مراعاة الأسعار لتكون مناسبة لكافة شرائح المجتمع. وتشجع على السياحة الداخلية في الوقت الذي تراجعت فيه السياحة الخارجية بسبب الأحداث التي تشهدها بعض الدول التي اعتاد كثير من المواطنين السعوديين على قضاء عطلة الصيف فيها. فالطائف مؤهلة لسد هذا الفراغ إذا روعيت فيها هذا الجانب مع إعطاء مزيد من الاهتمام للمتنزهات والحدائق وتنسيق الورود والزهور فيها.