يعد مركز حلي التابع لمحافظة القنفذة من المناطق الغنية بالغطاء النباتي نظرا لوقوعه على مصب وادي حلي، وتتكون معظم غاباته من أشجار الأثل والسدر التي تعتبر دروعا طبيعية لحماية قرى المركز من العواصف الترابية، لكن لوحظ في الآونة الأخيرة تناقص واضح للأشجار وانتشار المساحات الخالية بفعل العابثين سواء كانوا من الأهالي أوالعمالة الوافدة التي تغتال الخضرة من خلال قطع الأشجار بطرق مخالفة وجائرة وسط غابات حلي سعيا وراء الكسب المادي بعيدا عن أعين الرقابة. ولاحظت «عكاظ» خلال جولة على مركز حلي أن الاحتطاب الجائر الذي لا يقتصر على وقت معين من العام بل يمارس بشكل يومي، يلحق أضرارا بالغة بالبيئة ويقلص الرقعة الخضراء وينذر بالتصحر في ظل إقبال العمالة الوافدة على هذه المهنة المدرة للربح. وحسب كل من حمود العمري، جابر علي، وعلي الشاعري، فإن الوافدين المخالفين للأنظمة يقومون بتلك الممارسات وسط الغابات تحت جنح الظلام في الليل، باعتباره الوقت المناسب لهم ليعملوا بعيدا عن الرقابة لقطع جذوع الاشجار المنتشرة ونقلها بمركباتهم وتخزينها في مخازن وأحواش إلى حين جفافها، ومن ثم بيعها للعديد من المطابخ والمقاهي ومصانع القطران الأمر الذي يحقق لهم ربحا كبيرا. وأشاروا إلى أن حطب أشجار الأثل يعتبر الأفضل حيث تستخدم جذوعه للحطب بينما تباع أغصانه على أصحاب الحظائر كطعام للماشية. بينما قال خالد أحمد إلى أن الحزمة الواحدة من الحطب تباع على المواطنين بسعر يصل إلى 40 ريالا فيما تصل قيمة حمولة سيارة «وانيت» إلى 400 ريال وأحيانا إلى 500 في المواسم، مشيرا إلى أن غياب الوعي لدى المخالفين عن خطورة عملهم في ظل تفكيرهم في الكسب المادي فقط، يعتبر السبب وراء استمرار تلك الممارسات، وطالب الجهات المختصة بتكثيف الرقابة والحد من تلك الممارسات التي تقلص من المسطحات الخضراء وتدمر الغطاء النباتي في المنطقة. «عكاظ» بدورها خاطبت مدير فرع وزارة الزراعة في محافظة القنفذة محرق الخالدي للتعليق على هذه الظاهرة لكنه، اعتذر بحجة أنه غير مخول للتصريح، وطالبنا بمخاطبة مديرية الزراعة بمنطقة مكةالمكرمة مباشرة.