ثمة مواطنون لا يهتمون لمؤشر الأسعار في سوق الحطب، ليس لأنهم لا يستخدمون الأحطاب؛ بل لأنهم يحصلون على أحطابهم بأنفسهم، ويعتبر الاحتطاب بمثابة الهواية لدى الكثيرين، خصوصا في المدن ذات الموارد الكبيرة من الحطب. وقال محمد الشلاقي إنه لم يشتر حطبا على الإطلاق طوال حياته؛ إذ هو معتاد في كل عام أن يخرج برفقة أبنائه وعدد من أقاربه ويحتطبون في أماكن شتى؛ حتى يجمعوا ما يكفيهم للشتاء المقبل كله. وأضاف: “نحن من قبل تنظيمات وزارة الزراعة كنا نحرص على الغطاء النباتي، ولم يسبق أن قطعنا شجرة حية أو حتى شجرة قابلة للحياة وإن كانت ميتة”. ويتابع: “نحن نحب أرضنا وبيئتنا وما نحتطبه يقتصر على الأشجار والجذوع الميتة، ونتتبع مجاري السيول أيضا؛ لنحصل على ما اقتلعت سيول السنة الماضية من أشجار”. وقال عبدالعزيز السويدي إن ثمة حطابين يستخدمون طرقا شنيعة في سبيل جمع الحطب؛ فالبعض قد يقتلون الأشجار باستخدام المحروقات النفطية؛ حيث تسكب على الشجرة الخضراء هذه السنة ليعود إليها في السنة المقبلة فتكون جاهزة للتهشيم واستخدامها كحطب. وأضاف: “وآخرون يلجؤون إلى قطع الأشجار الحية ومن ثم تخزينها تحت الشمس لمدة سنة وتباع أو تستخدم بعد ذلك”. ويشير السويدي إلى أنه رغم عقوبات وزارة الزراعة لا يزال الحطابون من هذه النوعيات يمارسون أعمالهم. وقال إن بعض سكان المدن والقرى يرصدون بأنفسهم أي متعدين على أراضيهم الطبيعية ممن يستخدمون هذه الوسائل في الاحتطاب الجائر.