توصل الأكاديمي والباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة رئيس قسم البحوث البيئية والصحية في المعهد الدكتور تركي بن محمد حبيب الله، إلى ابتكار للمكيفات الصحراوية الموجودة في مشعر منى والتي يزيد عددها على 200 ألف مكيف لتبريد المخيمات. وأوضح أن هذه المكيفات تعمل لمدة لا تتجاوز 15 يوما خلال السنة، وقد تتعرض لتأثير عوامل الجو عليها من حرارة ورطوبة وغبار وبكتيريا وفطريات، ما يقلل كفاءة استخدامها خلال مواسم الحج. وأكد الدكتور حبيب الله أنه لذلك تم ابتكار مواد بديلة في المكيف تزيد من كفاءته التبريدية وتقلل تكون البكتيريا والفطريات والرائحة غير المرغوب فيها، من خلال استخدام مادة اللوف المأخوذ من النبات الطبيعي كبديل عن مادة القش المستخدمة للتبريد في المكيف الصحراوي، بسبب تميزها بالخاصية الأسموزية وهي جريان الماء بداخل شعيراتها الدقيقة من أعلى إلى أسف أو العكس وقدرتها على حفظ الماء لفترة طويلة، وأيضا تباعد الشعيرات في ما بينها ما يسمح بمرور كمية كبيرة من الهواء دون الحاجة إلى زيادة سحب الهواء وبالتالي خفض استهلاك الكهرباء. وأضاف أنه إضافة إلى ذلك تزود خزانات المكيفات بعنصر لقياس درجة حرارة الماء متصله بمراوح صغيرة داخل الماء، فإذا ارتفعت درجة حرارة الماء الآتي من الخزان الرئيسي إلى خزان المكيف الصحراوي بسبب حرارة الجو، يستشعر جهاز قياس درجة الحرارة ارتفاع الحرارة وبالتالي يتيح للمروحة الدوران وتحريك الماء لفقد جزء من درجة الحرارة، وتساعد المروحة على مزج المواد السائلة التي تمت إضافتها إلى الماء في خزان المكيف، وهي مضادات للبكتيريا والفطريات. وأشار إلى أن هذه الفكرة تعتبر الأولى من نوعها ولم تستخدم من قبل، كما تمت إضافة مواد سائلة أخرى الى الماء بخزان المكيف لتحسين رائحة الهواء البارد والخارج من المكيف. وقال: في هذه الحالة استطعنا الخروج بعدة أفكار إبداعية منها زيادة كفاءة التبريد وزيادة سرعة وحجم تدفق الهواء الخارج من المكيف وتقليل استخدام الكهرباء والماء بسبب عدم تيبس مادة اللوف، إضافة الى الفراغات التي يتخلل منها الهواء، بالاضافة الى قياس درجة حرارة الماء وربطها الكترونيا مع مروحة لتحريك الماء، وإضافة مواد سائلة الى الماء بخزان المكيف لقتل البكتيريا والميكروبات ومنع رائحة التعفن أو الروائح غير المرغوب بها والقادمة من خارج المكيف الصحراوي. وأكد رئيس قسم البحوث البيئية والصحية في المعهد أن هذا الاختراع تم تسجيله في الجمعية الأمريكية لبراءات الاختراع (USPTO Docket No.: 32331.17)، كما تم الحصول على الميدالية الفضية في معرض براءات الاختراع في جنيف (Exhibition of Inventions Geneva – Palexpo). كما تم التواصل مع عدد من الشركات العالمية لإنجاز هذة الفكرة بالتعاون مع وكالة الإبداع وريادة الأعمال في جامعة أم القرى.