في حي الفيصلية أو التحلية الشعبي كما درج سكانه على تسميته، لا تلمح سوى العشوائية والشوارع المغلقة بالمعدات الثقيلة التي توقفت عن العمل وصمتت منذ فترة طويلة، ورغم أن رائحة المطاعم الآسيوية تزحم الحي وتحرك عصافير المعدة إلا أن المشاريع التي بدأت في الحي لم تتحرك وأصبحت محلك سر وفقا لإجماع عدد من سكان الحي. وفي هذا السياق اشتكى عدد من سكان حي الفيصلية الموازي مباشرة لشارع التحلية العام في جدة من بطء تنفيذ المشاريع في الحي، مؤكدين أن الحي رغم أنه يقع على امتداد الجزء الشرقي من شارع التحلية لكنه، لم يحصل على نصيبه من الخدمات في الشارع الشهير. وتابع الأهالي: إن الحي يحمل في شوارعه وأزقته الكثير من المعاناة مما يجعل الحراك التنموي متوقفا في الحي. وأوضح خالد السهيمي أن الحي يحده شمالا وغربا مجمع تحلية المياه وشرقا شارع الملك فهد وجنوبا شارع التحلية الرئيسي، موضحا أن صفحة تطوير الحي طويت بسبب مشروع تصريف مياه السيول والأمطار.. وذلك الذي جعل معاناتنا تتجاوز السنة تلو الأخرى. «عكاظ» استطلعت آراء السكان ورصدت بعدستها المشاريع وقد خلت على عروشها في أوقات الذروة.. وخرجت بالحصيلة التالية: معاناة تمددت وفي هذا السياق أوضح أحمد إسحاق من سكان حي الفيصلية أو ما يسمى بحي التحلية الشعبي، أن الوضع اختلف عن السابق كثيرا فقبل عشرين عاما مضت كان شارع التحلية يضرب به المثل من حيث الموقع والمنازل الرائعة.. طبعا في ذلك الزمان كانت تصاميم المنازل تختلف عن الآن، ولكن حاليا وقد تطورت عروس البحر الأحمر وأصبحت في مصاف المدن الأولى وبدأت تشهد نهضة عمرانية واسعة النطاق وتمددت مساحة جدة لتتجاوز حينا بمراحل طويلة لتصل إلى الشمال بشكل أكثر من رائع. ويضيف إسحاق بقوله: «نحن مازلنا نراوح مكاننا دون تطوير يذكر حيث يفتقر الحي لأبسط مقومات التطور فشوارعنا أغلبها هشمتها الحفريات والمطبات ناهيك عن عدم إنارة بعض المداخل والمخارج. من جانبه أوضح كل من فهد أحمد وأسامة وطلال من سكان حي الفيصلية أنه منذ أن وقع على مسامعنا مشروع تطوير الحي والأمل لاح في الأفق بأن الحي سوف يشهد حراكا مختلفا ومنظرا بديعا ولكن الحلم تحول لكابوس يؤرقنا وطال الانتظار ومضت سنوات تلو الأخرى ولا نعلم لماذا.. فنحن نرى يوميا عربات المشاريع وهي قابعة دون حراك يذكر حتى أن لوحة صاحب المشروع لم نعد نراها ونظن أننا سوف ننسى تطور حينا ونعود لبناء أحلام اليقظة. وأضاف فهد أحمد بقوله: «موقع حي الفيصلية أو كما يحلو للبعض تسميته التحلية الشعبي يعتبر موقعا إستراتيجيا، وأنا أجزم بأن أعين الكثير من رجال الأعمال والسماسرة على هذا الحي ولو تم تطويره وإخراجنا من منازلنا المتواضعة والشعبية فإن الحي سيحمل ملامح أخرى». وتابع فهد أحمد قائلا: «نحن أصحاب دخل محدود ولا نملك من الدنيا سوى هذه المنازل الآيلة للسقوط في أي لحظة.. ناهيك عن معاناتنا المستقبلية لو تم إخراجنا من الحي، فالجميع يعلمون مدى ماتشهده عروس البحر الأحمر جدة من غلاء في إيجارات المنازل وارتفاع في أسعار الأراضي البيضاء وغيرها من الأمور التي سوف تجعل من حلم تطوير الحي كابوسا بغيضا يؤرق ويقلق منامنا ومنام الكثير من العوائل الساكنة في حي التحلية الشعبي. وقال عبدالله الغامدي من سكان الحي: إن صهاريج المياه التي تجوب شوارع الحي الشعبي دمرت الطبقة الأسفلتية وجعلت منها أفخاخا ومطبات دمرت سياراتنا المهترئة، وجعلت منظر الشوارع لا يسر العين ولا يرتقي لمستوى حي مثل حي الفيصلية وشارع التحلية في جدة، ولا نعلم ماهو السر وراء هذا التغاضي عن الاهتمام بشوارعنا الرئيسية التي تعتبر مدخلا للحي. من جهته أوضح رياض الصبياني أن الشوارع الداخلية فيها من المعاناة ما ليس يوصف، فكثير منها تفتقر لأبسط مقومات الحياة فلا يوجد إنارة ناهيك عن إغلاق الكثير من الشرايين في داخل الحي، إما بسبب مشروع طارئ أو بسبب هدم منزل أو أسباب أخرى نجهل ماهي. وتابع: إن أعدادا كبيرة من العمالة تسرح في شوارع الحي، خاصة أن الكثيرين من ملاك المنازل هجروها إلى أحياء أخرى وسيطرت على الحي العمالة الوافدة والذين يعمل أغلبهم في مشروع تصريف الأمطار والسيول، ناهيك عن إغلاق شوارع الحي بالمعدات الثقيلة .. فإلى متى يستمر هذا الوضع في الحي.. هاتف صامت «عكاظ» وجدت لوحة قديمة طمس فيها اسم الشركة التي تعمل في إنجاز مشروع بالحي وبالكاد وجدنا رقم هاتف ثابت، للشركة وتم الاتصال على الشركة مرارا ولكن دون أن يكون هناك رد من الطرف الآخر، وفي الوقت نفسه فإن المعدات الخاصة بالشركة ظلت وفقا لأهالي الحي في موقعها منذ فترة طويلة.