اتزال الحفريات والحفر ومستنقعات المياه التي خلفها مقاول مشروع تصريف سيول وادي وج في حي جبرة بالطائف تمثل شبحا يلاحق الأهالي، خاصة مع قرب موقع المشروع من حديقة عامة، ما يهدد حياة الأطفال والمتنزهين في الحديقة، ويشكل صداعا مزمنا يعاني منه المسؤولون على اختلاف مسؤولياتهم بعد تكرار الحوادث وزيادة معدلاتها. ففي وقت يطالب فيه خبراء ومختصون بتفعيل العقوبات على المقاولين المتهاونين بأرواح الناس والمهملين لوسائل واشتراطات السلامة، يرى مسؤولون أن مسؤولية تلك الحوادث مشتركة وليس كل الشركات والمؤسسات المنفذة مخلة بالشروط أو متسببة فيها، حيث إن الأمر يخضع لمدى الالتزام بتنفيذ اشتراطات السلامة عند كل مقاول، مؤكدين أن العقوبات رادعة والإجراءات سريعة ولا تهاون مع كل يهمل وسائل السلامة. في حين يتساءل ذوو ضحايا الحفريات عن المسؤول عن ما تعرضوا له، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات على المهملين في وسائل السلامة والذين حولوا المشروعات التي ينفذونها إلى «مصائد» لاصطياد الأطفال والمارة. «عكاظ» وقفت ميدانيا على حفريات مشروع تصريف سيول وادي وج في حي جبرة، ورصدت مرئيات أهالي الحي حول مدى افتقار المشروع لوسائل السلامة والأضرار التي نجمت عن إهمال المقاول لهذا الجانب المهم. حيث طالب صالح الزهراني بفرض عقوبات صارمة على المقاول المتهاون في اشتراطات السلامة تصل إلى إيقاف نشاطه لأكثر من عام وتغريمه مبلغا مناسبا للمخالفة، مشددا على أهمية وضع «قائمة سوداء» تدرج فيها أسماء المقاولين المخالفين لاشتراطات السلامة والذين تقع بسبب مخالفاتهم حوادث في المشروعات التي ينفذونها. ورأى عبدالرحيم عسيري ضرورة إنزال أقصى العقوبات على مقاولي المشروعات الذين يهملون وسائل واشتراطات السلامة فيها وتذهب ضحية لذلك الإهمال أرواح بريئة. وقال إنه يتوجب على المقاول توظيف حارس لا يغادر المشروع طيلة العمل فيه لحماية الأرواح، إضافة إلى إحاطة الحفريات بسياج يمنع الوقوع فيها وإنارة مواقعها. وأشار إلى أن إحدى حفريات مشروع تصريف سيول وادي وج تحولت إلى مستنقع مياه تغير لونها من طول مدة وجودها فيه دون توفر وسائل سلامة تحذر المتنزهين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة من الاقتراب منه، مع أنه توجد على يمينه ويساره حدائق ومنتزهات ما يضاعف مخاطره. وتساءل علي أحمد الذي كان يقف على جانب ذلك المستنقع متأملا في الخطر الذي يشكله، عن سبب عدم محاسبة أمانة محافظة الطائف والجهات المختصة الأخرى للمقاول لردعه وأمثاله عن تعريض الأرواح للمخاطر، مشددا على ضرورة مراقبة المشروعات مراقبة حثيثة وأن تكون العقوبة بحجم الخطأ المرتكب وإجراءات العقوبة على المقاولين سريعة. وقال إنه كثيرا ما يمر بالموقع ولا يرى فيه حراسات أو سياجا لحماية الأطفال والمارة، ما يجعله أشبه بالكمين، مطالبا الإدارات الحكومية ذات المشروعات الكبيرة بعدم ترك المقاولين دون رقابة لصيقة. الأمانة تتابع من جانبه علق المتحدث الرسمي لأمانة محافظة الطائف إسماعيل إبراهيم على ملاحظات أهالي حي جبرة حول حفريات مشروع تصريف مياه السيول قائلا ل«عكاظ» إن العمل جارٍ في الموقع وستتم متابعته والتأكد من استمرار المقاول في تنفيذ المشروع والنظر في مطالبات مواطني الحي.