وصلت حوادث الدهس في نجران إلى أرقام فلكية نظرا لعدم وجود جسور للمشاة في جميع طرقات نجران، حيث تصطاد الطرق العابرين والمشاة، فنجران مترامية الأطراف وتتداخل الخطوط السريعة وسط المدينة وخارجها، فيما يلقي الأهالي باللائمة على الأمانة وفرع وزارة الطرق والمواصلات لصمتها عن الخطر الذي يحيق بمستخدمي هذه الطرقات. يشكو عدد من الأهالي من أكثر الطرق تصيدا بالمشاة وهو طريق الملك عبدالعزيز، وخاصة المناطق المقابلة للغرفة التجارية، وفرع مديرية الجوازات، والفيصلية مقابل مسجد المثلث، ودحضة، ومقابل جامعة نجران بالعريسة، وكذلك أمام مستشفى الملك خالد وغيرها، كما أن طريق الملك عبدالله لا يقل أهمية عن طريق الملك عبدالعزيز فهو من الطرق السريعة. والجديد في الأمر أن معاناة منسوبي الهلال الأحمر يتشاركون في المعاناة مع المشاة وعابري الطرقات خاصة في طريق نجرانخميس مشيط وبالتحديد الجزء من مفرق حبونا إلى مركز بئر عسكر، فالمسافة طويلة جدا ولا يوجد خط رجعة أو جسر، وفي حال وجود حادث وبه إصابات يضطر المسعفون إلى قطع مسافة كبيرة للوصول إلى مركز بئر عسكر ومن ثم الالتفاف والعودة إلى مدينة نجران وإسعاف أي مصاب إلى أقرب مستشفى في المدينة وهذا يتطلب وقتا طويلا. ويتحدث الكثيرون عن هذه المعاناة التي قد تفقد المريض حياته بسبب التأخر في إسعافه، فيما لو تم استحداث جسر في هذه المنطقة به مخرج للعودة إلى مدينة نجران سيساعد في إنقاذ العديد من الأرواح التي تحصد على هذا الطريق، كما أن مماطلة الأمانة لعدة سنوات بحجة مبالغة المقاولين في عروضهم لبناء الجسور فاقم المشكلة وازاددت سوءا يوما بعد يوم. من ناحيته أوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة نجران محمد الشهري أن حوادث الدهس للمارة وعابري الطرقات من أكثر الحوادث التي يتم التعامل معها، حيث سجلت إحصائيات الهلال الأحمر خلال عام واحد ما يزيد عن 90 حالة دهس في منطقة نجران، وهذا الرقم كبير جدا مقارنة بحوادث السرعة وقطع الإشارة وغيرها، لافتا إلى أن وجود جسور مشاة سيؤدي إلى التخفيف من حوادث الدهس، ويجعل عابري الطرقات والمشاة في مأمن وأمان أكبر. كما أكد رئيس المجلس البلدي زيد بن شويل أن المجلس طرح المشكلة، واقترح الحلول بعمل جسور المشاة، بل إنه حدد المواقع، إلا أن المشكلة أكبر من صلاحيات المجلس البلدي، حيث تتمثل في عدم تقدم المقاولين لجسور المشاة أو مبالغتهم في المبالغ المطلوبة لإنشائها. وختم آل شويل حديثه بالقول: «المجلس البلدي لا يستطع أن يكون الأمانة ولا يستطيع أن يكون المقاول، حيث قام بدوره المطلوب». أما مدير العلاقات العامة والإعلام أحمد آل الحارث فأوضح أن أمانة منطقة نجران وقعت عقودا لسبعة جسور بتكلفة تقرب من سبعة ملايين ريال في عدد من المواقع التي تم تحديدها بعد عدة دراسات وثبتت حاجة المواقع لجسور مشاة وهي الآن في طور التصميم وسوف يتم التنفيذ في القريب العاجل.