دوت صرخة بريئة ظهر أمس داخل مقر تصحيح أوضاع الجالية البرماوية في كدي بمكةالمكرمة، تلك الصرخة كانت للمولود «خالد» الذي فتح عينيه ليرى النور في أطهر بقعة مقدسة ويبدأ حياته من آخر محطات المعاناة التي عاشها والداه، ففي الوقت الذي حرص والداه على الالتزام بمواعيد تصحيح أوضاعهما لتكون حياتهما المقبلة نظامية ومستقرة، أطل المولود الجديد وهو يحمل شهادة ميلاد نظامية ستظل في ذاكرته كشاهد على عناية الدولة بالجالية البرماوية. وروى ل «عكاظ» المشرف على العيادات الطبية في مقر لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية الدكتور كامل بغدادي تفاصيل ما جرى قائلا: جاءت المرأة وزوجها وفق الموعد المحدد لإجراءات التصحيح وفجأة شعرت بآلام مفاجئة وبالفعل تدخلت القابلة ملاك بغدادي تساعدها الممرضتان ريم باشهاب وصباح اليتم بالكشف عليها فورا، فتبين أن لديها حالة طلق مفاجئة عندها استدعينا الهلال الأحمر لكن كانت الولادة أسرع، وتمكن الفريق الطبي من توليدها بكل حرفية وقطع الحبل السري بإشراف الطبيب محمد شهيق. وأضاف كانت صرخات المولود تملأ المكان عندها تعالت زغاريد الفرحة في أوساط النساء البرماويات، وكان الاسم «خالد» تباركا بأمير منطقة مكةالمكرمة سمو الأمير خالد الفيصل الذي رعى وأشرف على هذه الحملة، بعدها نقلت الأم ومولودها إلى مستشفى النساء والولادة. عكاظ التقت أمس داخل مستشفى النساء والولادة والدة المولود الجديد حسينة بيقم سلطان ذات الثلاثين ربيعا، والتي قالت: سأسميه خالد، تيمنا بأمير مكةالمكرمة الذي عالج وضعنا الاجتماعي بهذه الحملة المباركة، نعم اتفقت مع زوجي على هذا الاسم. المشرف على حملة التصحيح عبدالله آل قراش بين ل «عكاظ» أن هناك فريقا طبيا مختصا يعنى بخدمات المرضى والمراجعين من أبناء الجالية البرماوية يرابط يوميا في مقر اللجنة وهو من أشرف فعليا على ولادة «خالد» أمس. إلى ذلك ، أقرت لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية آلية جديدة في تصحيح أوضاع النساء البرماويات المتزوجات بسعوديين والبرماويين المتزوجين بسعوديات، وذلك من خلال إصدار إقامات تصحيح لتلك الفئة خلال فترة الحملة الممتدة حتى نهاية العام الحالي. وكشف ل«عكاظ» أمس المشرف على اللجنة عبدالله آل قراش أن اللجنة وضعت ضوابط لهذه الحالات لمعالجتها من خلال دراسة كافة أوراق الطرفين والموافقة على تصحيح أوضاع الزوجة بعد التأكد من صحة الأوراق المقدمة للزواج. وبين آل قراش أنه ومن خلال عمل اللجنة كشفت نحو 7 حالات تقدمت لها وتم التعامل معها من خلال إصدار أقامة نظامية للزوجة التي لا تزال تحت كفالة والدها فيما يتم إخطار الزوج السعودي بضرورة التقديم لجهات الاختصاص للحصول على التصريح النظامي الذي يخوله إضافة الزوجة إليه نظاما، فيما يتم التباحث مع الجهات ذات العلاقة لتسهيل إنهاء إجراءات مثل هذه الحالات. ودعا آل قراش كل الحالات المشابهة إلى استغلال الفرصة والتقدم للجنة في مقرها بكدي لاستكمال إجراءات التصحيح خلال المدة المحددة والعمل على ضرورة مراجعة الجهات ذات العلاقة في وزارة الداخلية للحصول على الموافقة الرسمية لمثل هذه الزيجات. يذكر أن زواج السعوديين من البرماويات قد انتشر في السنوات الأخيرة من خلال وثائق مؤقتة يصادق عليها عمد الأحياء وتسجل مبدئيا في أقسام الشرطة فيما يصدر بعض المتزوجين صكا من المحكمة العامة في مكةالمكرمة يسمى صك إثبات صحة الزواج في حالة ما تقدم الزوج بطلب لذلك وتوافرت شروط عقد النكاح وأركانه بموافقة الطرفين.