تشكل ظاهرة الكتابة على الجدران سلوكا غير لائق لم يقتصر أذاه على مدينة أو قرية معينة بل طال هذا التصرف السلبي جميع أحياء مدن الوطن. الرياض من ضمن هذه المدن التي تعاني من تشويه بعض المراهقين لشوارعها فطالت الكتابة على الجدران الدوائر الحكومية ومنها المساجد والمدارس ومنازل المواطنين، حيث تكبد هذه السلوكيات أصحاب المنازل خسائر مالية كبيرة إضافة إلى تشويه المناظر، والأسوء من هذا وذاك كتابة ألفاظ خادشة للحياء موجهة للجنسين وهذا ما يرفضه الدين والمجتمع. «عكاظ» التقت بمحمد الدوسري أحد المتضررين من سلوكيات المراهقين، فقال: أنا أسكن في حي العزيزية جنوبالرياض وقبل عامين أنهيت بحمد الله بناء سكن لي ولأبنائي وجعلت واجهة المنزل من الحجر وهو كما يعلم الجميع مكلف ماليا، وقبل أن أنهي تأثيث المنزل تفاجأت في أحد الأيام بكتابات لمطلع أغنية شهيرة مكتوبة على الحجر الخارجي للمنزل، صدمت وتحطمت لأنني للتو أنهيت البناء والحجر اختره من النوع الجيد المكلف لكن لا أملك إلا الدعاء لهؤلاء المراهقين بأن يصلحهم الله فلو يعلمون التعب والخسارة المادية لما قاموا بهذا. ويشير علي الشمري من سكان حي الدار البيضاءجنوبالرياض بأن الظاهرة أصبحت بالفعل مقلقة للجميع فالجميع يخشون على جدران منازلهم وكثير منا تعبوا وخسروا ماديا والكثير في ديون المنازل ورغم ذلك يأتيك مراهق وبكل سهولة يكتب على الجدار عبارات بعضها خادشة للحياء. محمد دغريري حارس مدرسة في الرياض يقول: في بداية العام الدراسي المنصرم قامت إدارة المدرسة بطلاء الجدار الخارجي للمدرسة واستعانت بخطاط كتب عبارات جميلة وحكم يستفيد منها كل من يشاهدها إلا أنه وبعد أيام قليلة من هذا الجهد الكبير امتلأت مساحات الجدار بالكامل بعبارات صبيانية لا تقدر العلم وأهله ولا تحترم الجهود ولا تثني على ما قدم بل إن بعضها العبارات فيها سب للتعليم ولمعلمين بأعينهم في المدرسة مما دعا المدرسة إلى طلاء الجدار الخارجي باللون الأبيض من جديد دون الكتابة عليها بعبارات تربوية الكل يستفيد منها خوفا من عودة المراهقين للكتابة والإساءة وقامت إدارة المدرسة بكتابة تلك العبارات والآيات والأشعار داخل أسوار المدرسة. الباحث التربوي عبدالله أحمد قال ل«عكاظ»: الكتابة على الجدران أصبحت وللأسف منذ زمن ظاهرة والأسباب تعود إلى رغبة المراهق في التعبير عما في نفسه بطرق مرفوضة طبعا. ويضيف: المسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة أيضا حتى الجهات المعنية عن الشوارع مثل الأمانة، فالمنزل الأساس الأول لتربية الابن والمدرسة يجب أن تؤدي دورها في غرس القيم الصحيحة في نفس الطالب، وأتمنى من الأمانة وضع جدران معينة إما في الحدائق وأي مكان تراه تخصصه لكتابة ما يريد كتابته الشباب وفق مراقبة لكي لا تخرج الأمور عن حدود الأدب فهذه طاقات من الصعب بين عشية وضحاها أن نقضي عليها لكننا بحاجة أولا إلى توجيهها التوجيه السليم ومن ثم تأتي خطوة محاولة التقليل منها على الأقل، وطالب عبدالله بتشديد العقوبات للمراهقين الذين يعبثون بالمرافق العامة أو الخاصة لأن في العقوبات رادع للمراهق ولمن ينوي فعل ما فعله الآخرون.