منحت بطولة القارات النجم الواعد نيمار داسيلفا رونقا خاصا، وصادقت على أنه الرهان الأنجع لعشاق المستديرة ولأنصار السامبا، حين صادق على ثقله الفني وقيمته على العشب الأخضر في ثلاث مواجهات رسمية هي الأولى منذ أن وقع للبارسا، مبرهنا على أن تشبث الكاتالونيين به وما بذل في سبيل استقطابه كان منطقيا ومستحقا رغم منعطفات الموسم التي خطفت بعضا من بريقه. وما بين الكامب نو والماراكانا فترة وجيزة كانت بمقاييسه كافية لتحقيق أولى الأفضليات في محطته الجديدة، فأصبح أول لاعب في تاريخ بطولة القارات يتوج بالجائزة في ثلاث مباريات على التوالي، ماضيا على خطى ريفالدو وروماريو ورونالدو ورونالدينهو وغيرهم الذين صنعوا المجد. ربح برشلونة تحديا جديدا مع غريمه التقليدي ريال مدريد، ليس لأنه ظفر بتوقيعه فقط بل لأنه أبصر نجوميته منذ وقت مبكر على النقيض من الميرنجي الذي أضاع فرصة التوقيع معه، حين قدم إليه وهو في ربيعه الرابع عشر واجتاز اختبار الانضمام للملكي، لكنه فرط فيه لصالح سانتوس الذي أبقاه في صفوفه بمبلغ زهيد ونجح لاحقا في بيعه واستثماره. بين 2012 والموسم الحالي خاض الواعد البرازيلي تحديا كبيرا ومثيرا ليس مع أحد سوى نفسه، بعد أن دخل في دوامة تراجع فجرت الغضب عليه من أنصار ناديه والمنتخب كان آخرها في أولمبياد لندن، ويبدو أن اللاعب دفع ثمن استماعه لنصيحة الأسطورة بيليه التي عطلت رحيله إلى جزيرة إيبيريا فتراجع مستواه بشكل أثار التساؤلات والغضب، واستدعى الناقمين عليه للهتاف ضده بل وصل الأمر لاستفزازه بترديد اسم ميسي من قبل أنصار ناديه، وهو الحال نفسه حين شارك مع منتخبه في لقاءات ودية وفي أولمبياد لندن، وعبر عن حزنه تجاهها حتى عاد هذا الموسم أكثر قوة، طامحا في ختام رائع لموسمه بتحقيق بطولة ضخمة بحجم القارات بعد أن خطف لقب الهداف مع ناديه. يأمل البرازيليون وعلى رأسهم بيليه أن ينضم نيمار لقائمة الأساطير وأن يكون جديرا بارتداء القميص 10 الذي ارتداه أساطير كرة القدم ريفالدو وزيكو وبيليه، ويأمل نيمار أن يحقق أول ألقابه مع المنتخب وأن يشارك للمرة الأولى في المونديال، وهما هدفان بات تحقيقهما وشيكا سيما أنهما متاحان في موطنه وبين أنصاره.