ما بين هدوء شخصيتها وخيالها الواسع، انطلقت لتعبر بإحساسها المرهف، بريشة متعطشة للإبداع في لوحات متنوعة، منذ صغرها بدأت، وأولى لوحاتها كانت رسماً لأبيها، رسمت كل شيء حولها في لوحاتها الصغيرة، عشقت الفرشاة والألوان رغم أنها لم تكن تفهم ماذا ترسم، إنها خلود أمين سمان، الفنانة التشكيلية المبدعة التي اعتمدت منذ صغرها على دعم نفسها وتطوير هوايتها بالإطلاع وشراء الألوان وفرش الرسم واللوحات. خلود تحدثت ل «عكاظ» عن علاقتها المبكرة مع الفرشاة والألوان، وعن مسيرتها المليئة بالفن والإبداع، فقالت كنت أرى منذ صغري، أي عندما كنت في الثامنة من عمري، أنني رسامة مبدعة رغم صعوبة فهم ما كنت أرسمه، كنت أرسم ألوانا وخطوطا متداخلة وشخصيات، ولكني لم أبدأ بعرض رسمي حتى بدأت أمي بملاحظة رسوماتي وبدأت تساعدني وتشجعني، وعندها بدأ عشقي للرسم يكبر حتى أصبحت أرسم في حصص الفراغ في المدرسة بهدف تطوير موهبتي، وبدأ من حولي من طالبات يبدين إعجابهن برسوماتي. وأضافت وقتها لم أكن أعرف أن للرسم أنواع ومدارس، وبدأت بشراء الكتب وقراءتها حتى اكتشفت ميولي إلى المدرسة السريالية، التي تهدف إلى البعد عن الحقيقة، وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، كونها تعتمد على الخيال الواسع اللامحدود، وتتميز بالغموض والتعقيد، وعند معرفتي بانتمائي إلى هذه المدرسة بدأت برسم أهم أعلام المدرسة السريالية مثل سلفادور دالي، حتى اشتهرت في المدرسة وبدأت المدرسات يطلعن على رسوماتي وقد شجعنني، وكذلك المديرة التي أتاحت لي الفرصة بالمشاركة في عدة مسابقات وكانت أول رسمة لي عرضت على الناس بطلب من مديرة المدرسة، عن موضوع العنف الأسري، وكذلك شاركت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضا بطلب عن موضوع السحر. وتابعت قائلة بعد التحاقي بالمدرسة الثانوية توقفت عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات لأتفرغ لموهبتي وأطورها أكثر وأكثر، وفي هذه الفترة بدأت بإنجاز عدة لوحات وبدأت التنويع ما بين المدرسة السريالية والواقعية، وهذه الأخيرة تختص بنقل كل ما تراه العين من مناظر طبيعية وحالات من الواقع ولكن طبق الأصل، كالأدوات والأشخاص أو حتى الأزقة والشوارع. كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية. هل يترك أحدا الدراسة مبكرا للتفرغ لموهبته، سألتها باستغراب، فأجابت مبتسمة، نعم، ولكن بعد الثلاث سنوات هذه، عدت لإكمال المرحلة الثانوية، حيث اكتشفوا موهبتي ورشحوني للمشاركة في مسابقة في إدارة التربية والتعليم وقدمت لوحة بعنوان صرخة معاق وحصلت على جوائز وشهادات شكر، وبدأت مديرة المدرسة بترشيحي للإنضمام لأعضاء جسفت وقد انضممت اليهم العام الماضي، ولكن كانت مشاركاتي بسيطة جدا ولم أشارك في أي معرض رغم إتاحة الفرصة لي، وذلك بسبب انشغالي بالدراسة حتى أكمل المرحلة الثانوية، ولا أنكر أنني استفدت بعضويتي في جسفت بالتعرف على الكثير من الرسامين والرسامات وقد استفدت من خبراتهم. وماذا عن إنجازاتك، قالت كنت متطوعة في «كافل» لتعليم الفتيات الفنون التشكيلية، وما زلت مسجلة لديهم من أجل التطوع في تعليم من يريد أن يتعلم ويطور موهبته، وأنا حاليا أعرض رسوماتي على صفحتي في الفيس بوك حيث وجدت أصدقاء وصديقات رسامين ورسامات شجعوني ودعموني ووجدت روح التعاون والانتماء فيما بيننا. علم النفس وماذا عن طموحك، سألتها لأختتم اللقاء فقالت خلود «أطمح لإكمال دراستي الجامعية في تخصص علم النفس، حتى استطيع تحليل لوحاتي بطريقة علمية» .