كان الغضب الشعبي في محيط الماراكانا والاحتجاجات الجماهيرية على الأوضاع المعيشية الصعبة لسكان الأحياء المجاورة له، الصوت الأعلى في بطولة القارات الأخيرة الذي فجر قلقا من جديد لدى الفيفا ومنظمي المونديال، الذين ما لبثوا أن تنفسوا الصعداء بخروجهم من عنق الزجاجة في ما يتعلق بالبنى التحتية حتى اصطدموا بمشكلات أكثر تعقيدا وقبل أقل من عام على الحدث الأضخم والأكبر بطولة كأس العالم. ووجد بلاتر وبيليه وزمرتهما أنفسهم في مأزق حيال المونديال بعد أن عصفت المظاهرات والاحتجاجات بالأيام الأولى للبطولة، وأصبح الأمر بالنسبة لهم معقدا وبشكل مركب، إذ أعاد إلى الأذهان سيناريو التمرد والإضراب الذي قادته مجموعة من العاملين في جنوب أفريقيا وخضعت له الشركات المنظمة، وأصبحت الأبعاد الاجتماعية أكثر تأثيرا على بطولات الفيفا الكبرى وبينها القارات، التي أفرزت مؤخرا قلقا كبيرا لدى اتحاد اللعبة الدولي أو حتى الأهلي أمام المطالب الجماهيرية التي لم تتفش في المدرجات عدا في اليوم الأول لحظة استهجان أكثر من 60 ألف شخص ضد الرئيسة ديلما روسيف خلال افتتاح البطولة على الاستاد الوطني في برازيليا. بينما انتقد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا جوزيف بلاتر منظمي موجة الاحتجاجات التي تشهدها البرازيل حاليا، بالتزامن مع البطولة التي تستضيفها البلاد قبل كأس العالم في العام المقبل، ذكر بأن البرازيل طلبت تنظيم البطولة ولم يكن هناك فرض عليها. وقال ليس عليهم استخدام كرة القدم للإعلان عن مطالبهم، مؤكدا أنه يتفهم أن الناس غير سعداء، لكنه حاول تبرير النفقات العامة المرتفعة المخصصة لتنظيم الحدثين، في بلد يواجه أوجه قصور عديدة في قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم والنقل. وكان الحضور مميزا بحسب مبيعات التذاكر، إذ نفدت تذاكر الدور الأول في ست مباريات وتجاوزت المبيعات 800 ألف تذكرة، ويتوقع أن ترتفع في ظل المواجهات الملتهبة للأدوار النهائية والتي من المحتمل أن تضع بطل العالم في مواجهة مع إيطاليا أو البرازيل. وبرز رغم المظاهرات الحضور البرازيلي منذ المباراة الافتتاحية وتجاوز مع اليابان 70 ألف متفرج، وثم مع المكسيك قرابة 60 ألفا، وبيعت من مواجهة إيطاليا حتى الآن 58 ألف تذكرة . وشهد لقاء المكسيك وإيطاليا حضورا بلغ 72 ألفا، أما إسبانيا والأوروغواي فقد حضره 40 ألفا ولم يتجاوز حضور لقاء تاهيتي ونيجيريا 18 ألفا، أما المباراة النهائية فقد بلغت تذاكرها قرابة 70 ألفا وبيعت تذاكرها بالكامل. وكما هم البرازيليون كان حضور جماهير منتخبي إيطاليا والمكسيك مميزا. وكان قد شارك عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة اجتاحت مدينة ساو باولو، كبرى مدن البرازيل، وانتشرت في عدة مدن أخرى احتجاجا على زيادة أسعار تعريفة المواصلات العامة وميزانية بطولة كأس العالم التي تستضيفها البرازيل العام المقبل. وامتدت المظاهرات إلى مدن برازيليا وريو دي جانيرو وبيليم.