أكد احمد رمضان عضو المكتب التنفيذي في «الائتلاف الوطني السوري أن دخول إيران وميلشياتها لا سيما حزب الله إلى سوريا قد غير طبيعة الأزمة من ثورة ضد نظام إلى مواجهة غزو خارجي طائفي داعم لنظام ساقط، متوقعاً مزيداً من المواجهات النوعية بعد القصير، حيث تجري استعدادات للجيش الحر رغم حرمانه من الذخيرة والسلاح النوعي لمعارك مقبلة في مناطق عدة. وقال لقد تغير توصيف الأزمة اليوم، فسوريا تتعرض لغزو خارجي غاشم إن كان من قبل «حزب الله» أو «الحرس الثوري الإيراني» وفرق «فيلق القدس» التي تقاتل إلى جانب حزب الله وفيما يلي نص الحوار: ماذا غير دخول «حزب الله» إلى القتال في سوريا في المعادلات؟ لقد تغير توصيف الأزمة اليوم، فسوريا تتعرض لغزو خارجي غاشم إن كان من قبل «حزب الله» أو «الحرس الثوري الإيراني» وفرق «فيلق القدس» التي تقاتل إلى جانب حزب الله. بالتالي الأزمة في سوريا لم تعد صراع ثورة ضد نظام، بل تحولت إلى غزو خارجي طائفي مقيت. وهذا التطور هو مهدد جوهري للأمن القومي العربي والأمن القومي الإقليمي والدولي، ولأمن سوريا. ماذا بعد القصير؟ القصير هي جولة من جولات عديدة. الجيش الحر يحقق يوميا تقدما كبيرا على أكثر من محور. ونحن نعتبر أن لجوء النظام إلى استدعاء قوات خارجية وميليشيات طائفية من الخارج، لمساندته في القتال إن كان «حزب الله» أو «الحرس الثوري الإيراني» وغيرهم، هو دليل لحالة الانهيار الداخلي لديه. لو كان النظام قادراً على مواجهة ثورة الشعب السوري بنفسه منفرداً، لما اضطر إلى اللجوء لهذه القوات الخارجية حتى يستمر في القتال. سوريا شهدت غزوات عديدة على مر التاريخ وكانت دائماً مقبرة للغزاة والطائفيين، اليوم أيضاً ستنتصر على هذا الهجوم. ما هي المعركة المتوقعة اليوم بعد القصير؟ هناك محاولات حشد لقوات النظام في ريف دمشق وفي ريف حلب الشمالي وفي ريف اللاذقية. وفي المقابل هناك استعدادات من قبل قوات الثورة لمجابهة أي هجوم من قوات النظام. ولكنني أعتقد أن المعركة القادمة ستكون أيضاً حافلة. ماهي حظوظ نجاح مؤتمر «جنيف 2» و انعقاده؟ أعتقد ان مؤتمر جنيف2 ما زال حتى الآن ضبابياً إذ ليس هناك اتفاقا نهائيا حوله بين الأفرقاء. انتقلت الأزمة السورية إلى مرحلة الغزو الخارجي، لذلك أرى أن الحوار بين الأطراف السورية برعاية دولية، بات بعيداً وبالتالي فإن حظوظ انعقاد المؤتمر ضعيفة جدا، لاسيما بعد ما جرى في القصير وفي ظل ما يجري في عدد من المدن، من تجميع قوات ل «حزب الله» و «الحرس الثوري الإيراني» للهجوم على مدن أخرى في حمص ودمشق والرقة. هل يمكن التوصل إلى تسوية ما إن كان عبر مؤتمر جنيف 2 أو في فرصة أخرى فيما النظام وحزب الله يستمرون في شن المعارك؟ أعتقد أن هذه من الأحلام البعيدة، لأن التسوية تقوم على وجود طرفين يقتنعان بالأمر، ولكن ليس هناك أحد داخل النظام وحلفائه يؤمن بمبدأ التسوية، بل بمبدأ الحرب والقتال حتى النهاية. وما يرتكبونه اليوم من مجازر يؤكد انهم وضعوا مسألة جنيف 2 وغيرها وراء ظهورهم، ويستعملونها فقط كعملية دعائية للمراوغة، ولتحقيق المزيد من الأهداف. المعارضة وضعت شرطاً للمشاركة في المؤتمر وهو انسحاب «حزب الله» والقوات الأجنبية من ساحة المعارك، إلى أي مدى يبدو هذا الشرط قابلاً للتطبيق؟ إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على ردع الغزو عن سوريا، فهو بالتأكيد غير قادر على تحقيق النجاح في ما هو أقل من ذلك، أي مؤتمر جنيف. لا يمكن أن ينعقد أي مؤتمر اليوم أمام هذا الهجوم الوحشي، في ظل التدخل الأجنبي العسكري في سوريا وتدفق عناصر الميليشيات الطائفية من لبنان واليمن والعراق، وانضمامهم إلى النظام. القضية تجاوزت كثيراً ما بني عليه مؤتمر جنيف. كيف تقرأون الموقف الأمريكي اليوم من الخطة الروسية ومحاولة تبديل موازين القوى؟ الضعف والتردد والتلكؤ، هي العناصر الأساسية التي يستفيد منها النظام الآن في المواجهات. الولاياتالمتحدة ما زالت تضع فيتو على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة النوعية لمواجهة قوات النظام، وهذا ظلم كبير لثورة الشعب السوري الذي يقاتل باللحم الحي. وعلينا أن نعترف في أن أزمة عدم توفر الذخائر للقتال لدى المعارضة ما زالت هي العنصر الرئيسي لإعطاء أفضلية للطرف المقابل. وكل ذلك بسبب الموقف الأمريكي المتردد الذي يتيح للروس والإيرانيين وحزب الله والنظام تجميع القوى وشن معارك جديدة ضد الشعب السوري. ما هي خطط الجيش الحر للتصدي لمخططات حزب الله والنظام؟ هناك الآن إعادة تمركز للوحدات العسكرية التابعة للجيش الحر في عدد من المناطق، وهناك تفريغ لخطوط الإمداد ومحاولة الاعتماد على النفس والبدء بشن هجمات نوعية لعدد من المواقع التابعة للنظام. نحن مقبلون في الأيام القليلة القادمة على معارك نوعية تتطلب وقفة كبيرة من القوى العسكرية والسياسية، لمنع الميليشيات في حزب الله والحرس الثوري من تحقيق أي أهداف لها على أرض المعارك. بالعودة إلى مؤتمر جنيف، روسيا تفاوض اليوم لإدخال جهات أخرى غير «الائتلاف الوطني السوري» في مؤتمر كجنيف منها «الهيئة الكرديو» وهيئة التنسيق والمعارضة الداخلية، ماذا يعني توسيع إطار المشاركة؟ من يمثل المعارضة السورية في جنيف 2 سيكون الائتلاف الوطني بعدما أصبح يضم جميع المكونات مع انضمام القطب الديمقراطي وأعضاء بارزين من هيئة التنسيق وممثلين عن الحراك الثوري في الداخل وممثلين عن الجيش الحر. من يقرر من الذي يمثل المعارضة في جنيف 2 أو غيره هو المعارضة السورية نفسها وليس روسيا. علينا ألا ننسى أن روسيا مشاركة في قتل الشعب السوري، وهي أحد العناصر البارزة التي تساهم يومياً في ذرف دم الشعب السوري الذي يقتل بسلاح روسي.