يضطر أهالي قرى أسفل وادي بقران إلى ايقاف سياراتهم على بعد نحو كيلو مترين عن قراهم وإكمال باقي الرحلة سيرا على الأقدام، لعجز السيارات عن الوصول إلى المنازل عبر الطريق الترابي الوعر، مالم تكن ذات دفع رباعي. كانت تلك أول ملاحظة رصدناها في جولتنا على قرى بقران التي تفتقد الخدمات الأساسية رغم أنها الأكثر سكانا مقارنة بغيرها من قرى المنطقة. فقد وجدنا مشقة بالغة في الوصول إليها بعد أن غرست إطارات سيارتنا عدة مرات في الوادي. وأدركنا حينها السبب الذي يجعل الأهالي يحجمون عن المغامرة بسياراتهم حفاظا عليها من الأعطال. ولا بد أنهم خاضوا في السابق تجارب مماثلة لا يريدون تكرارها. كل من التقيناهم خلال الجولة من السكان تحدثوا بمرارة عن ما يعتبرونه صمتا من بلدية السر حيال «سلحفائية» سير مشاريع قراهم، مشيرين إلى أنهم يدفعون ثمن ذلك الصمت غاليا حينما ينقطعون عن منازلهم عند هطول الأمطار وعندما لا يجد المسنون والمرضى والنساء والأطفال بدا من قطع المسافة بين قراهم والطريق العام «بقران- الطائف» مشيا على أقدامهم مع ما في ذلك من مشقة بالغة لهم خاصة حينما تتزامن مع ظروف مناخية سيئة. وطالب كل من أحمد الثبيتي وعواض الثبيتي المسؤولين في أمانة الطائف بالاهتمام بسفلتتة الطريق المؤدي لقرى بقران وتأمينه من السيول التي تتربص بسالكيه، مشيران إلى أنها سبق أن قطعت بسبب جريان السيول في الوادي وانقطاع الطريق. وانتقدا ما أسمياه التأخير في إيصال الخدمات والبطء في إكمال ما تم البدء فيه بما في ذلك الطريق. ويرى حسن الثبيتي أن نقص الخدمات في قرى بني سعد يتفاوت من قرية إلى أخرى، لافتا إلى أن خدمات المياه والطرق من الأساسيات التي يجب توفرها في كل قرية مأهولة بالسكان. ويشير إلى أن المركز الصحي في بقران لا تتوفر فيه خدمات طبية ضرورية، مطالبا الشؤون الصحية توفير الإمكانيات اللازمة لمراكز الرعاية الصحية في قرى بني سعد بصفة عامة، فهم بسبب ذلك النقص يقطعون أحيانا عشرات الكيلو مترات من أجل إجراء تحاليل أو فحوصات أشعة. وحسب الثبيتي فإن كثيرا من القرى يصعب الوصول إليها بسبب غياب سفلتة الطرق الفرعية المؤدية إليها. كما تفتقد الإنارة ولا توجد بها متنفسات من حدائق عامة وأماكن ترفيه تخدم السكان والمسافرين على الطريق العام. ويتكرر انقطاع التيار الكهرباء دائما عند هطول الأمطار وهبوب الرياح. ويظل الانقطاع لساعات طويلة قبل أن يعود التيار.